’’الملابس المستعملة‘‘ ملجأ العائلات الفقيرة في غزة

فريق التحرير3 أبريل 2019آخر تحديث :
اقبال المواطنين في غزة على شراء الملابس المستعملة من داخل سوق العتق وسط مدينة غزة – عدسة: فارس أبو شيحة – حرية برس©

فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:

في أزقة ضيقة لا يتجاوز طولها وعرضها بضعة أمتار، يلجأ لها العديد من المواطنين الفلسطينيين البسطاء من أصحاب ذوي الدخل المحدود والبسيط الذين ليسوا باستطاعتهم شراء الملابس الجديدة نظراً لغلائها نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب داخل قطاع غزة، مقارنةً بالملابس المستعملة ’’البالة‘‘ التي في متناول أيديهم لشرائها.

ويعلق التاجر ’’محمد السنداوي‘‘ الذي يعمل داخل السوق المعروف باسم ’’العتق‘‘ وسط مدينة غزة، عدداً من الملابس المستعملة على باب متجره وعلى رفوف محله الذي يرتادُه الناس من كل مكان من المدينة والمناطق النائية.

ويقول صاحب المتجر السنداوي في حديثه لحرية برس، إن ’’سوء الوضع الاقتصادي والمعيشي داخل قطاع غزة، والذي انعكس ذلك على كافة القطاعات الصناعية والحكومية وغيرها، ناهيك عن الرواتب المتدنية التي يتقاضها الموظف كل شهر، حيث وصلت النسبة إلى 40% من الراتب الأساسي، جعل الكثيرين من المواطنين يلجأون إلى السوق لشراء الملابس لأولادهم وعائلاتهم‘‘.

وبيّن السنداوي، أن الملابس المستعملة يتم الحصول عليها من الدول الأوروبية ومناطق عام 48، بنظام ’’الشروات‘‘، حيث يتم تصنيفها كلٌ على حده، وبعدها ترسل إلى الغسيل وتنظيفها وكيّها، ومن ثم عرضها داخل محال هذا السوق أو بيعها داخل الأسواق الشعبية المعروفة بـ’’البالة‘‘ داخل قطاع غزة.

وذكر التاجر قائلاً: ’’أقوم من خلال تلك الملابس المستعملة بمساعدة الأسر الفقيرة أو محدودي الدخل، من خلال شراء تلك الملابس كالبنطلون والقميص والحذاء وغيره، بشواقل قليلة مقارنةً بالملابس الجديدة، مراعاة للظروف المعيشية والاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة منذ أكثر 12 عاماً‘‘، مبيناً أن حجم الاقبال من المواطنين من أهالي غزة قد ازداد بنسبة متفاوتة عن الأعوام الماضية.

عدد من المحال التجارية لبيع الملابس المستعملة داخل السوق المعروف بـ”العتق” وسط مدينة غزة – عدسة: فارس أبو شيحة – حرية برس©

بدورها، قالت المواطنة ’’أم محمود‘‘، إن الظروف الصعبة لأسرتها بعد وفاة زوجها المعيل لها، جعلها تقوم بشراء الملابس لكسوة أولادها من سوق الملابس المستعملة، موضحةً أنه يوجد بداخله كل شيء تريده في ذلك السوق، لافتةً إلى ظروفها المادية وراتبها المتدني لا يكفيها لسد احتياجات الأسرة على مدار الشهر.

بينما يقول المواطن ’’أبو سعيد صبره‘‘، ’’أذهب إلى السوق المعروف بـ(العتق) للملابس المستعملة، لشراء عدداً من الملابس لي، حيث توجد فيه العديد من الملابس الجيدة ذات الماركات الأوروبية، مقارنةً بالملابس الجديدة التجارية ذات الجودة الأقل والمنتشرة داخل الأسواق الغزية‘‘.

وتشير الإحصائية الصادرة عن المركز الإحصاء الفلسطيني، إلى أن نسبة البطالة داخل قطاع غزة لعام 2018 قد بلغت ذروتها 49.1%، مقارنةً بالضفة الغربية التي بلغت 18.3%، أما على مستوى الجنس فقد بلغ للذكور 25% أما الإناث 48.9% في الضفة الغربية وقطاع غزة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل