استخراج المعادن من الأجهزة الإلكترونية مربح أكثر من مناجم الذهب

فريق التحرير9 أبريل 2018آخر تحديث :

توجد خيارات جديدة للتنقيب عن الذهب أو خام النحاس. إذ كشفت دراسة جديدة أن استعادة المعادن من الأجهزة الإلكترونية القديمة أقل تكلفةً من التنقيب عنها بالطرائق التقليدية، وتسمى هذه العملية التعدين الحضري.

إن كنت تقرأ هذا المقال، فلديك ما تساهم به في إحدى أكبر مشكلات كوكبنا: وهي النفايات الإلكترونية. إذ عندما يسوء أداء هاتفك الذكي أو تستجيب لإلحاح الدعاية وتقرر شراء واحدًا أفضل. وعندما تبدأ في استخدام هاتفك الجديد تنسى كل شيء عن القديم وتهمله، لكنه يفاقم تلوث الأرض.

وأنتج العالم في العام 2016 وحده 44.7 مليون أطنان مترية من الأجهزة الإلكترونية التي لم تعد تستخدم أو أصبحت غير مرغوب فيها ببساطة، وفقًا للتقرير العالمي للأمم المتحدة لعام 2017 عن مراقبة النفايات الإلكترونية. وتزيد قيمتها عن 4000 برج إيفل. وتشمل الهواتف والحواسيب النقالة وأجهزة الميكروويف والتلفاز. وأعيد تدوير 20% فقط من هذه النفايات بصورةٍ صحيحة خلال ذلك العام. والباقي إما أُحرِقَ ففاقم تلوث الغلاف الجوي، أو دفن في مواقع دفن النفايات وتتسرب سمومه حاليًا إلى التربة ومصادر المياه.

لذا فإن التخلص من أجهزتنا الإلكترونية القديمة بهذه الطرائق يضرر بالبيئة، لكن لن يكفي ذلك لمنع هذه الممارسات. لكن ما قد يكون كافيًا أن تتحول هذه الأجهزة الإلكترونية المهملة إلى منجم ذهب.

لا ريب أننا نعلم أن الأجهزة الإلكترونية تحتوي على معادن ثمينة بالإضافة إلى الزجاج والبلاستيك. وعلى الرغم من أن قيمة ذلك في هاتف ذكي واحد ليست ذات أهمية، إلا أن المستهلكين يشترون 1.7 مليار جهاز سنويًا. وتجد في كل مليون هاتف ذكي نحو 34.09 كيلوجرام من الذهب و15909.09 كيلوجرامات من النحاس و350.91 كيلوجرام من الفضة.

وقال بيان صحافي أصدرته الجمعية الأمريكية للمواد الكيميائية أنه لا توجد معلومات واضحة عن الجدوى الاقتصادية لهذا النوع من التعدين. وأجرى ثلاثة باحثين من جامعتي تسينجهوا في بكين وماكواري في سيدني دراسةً لتوضيح ذلك، ونُشِرَت نتائجها في دورية إنفيرومنتال ساينس آند تكنولوجي.

وجمعوا في البداية البيانات من ثماني شركات لإعادة التدوير في الصين. وحسبوا تكاليف تعدين الذهب والنحاس من أجهزة التلفاز المعاد تدويرها، ويشمل ذلك تكاليف جمع النفايات الإلكترونية والآلات والمنشآت اللازمة لهذه العملية.

ووضعوا في اعتبارهم الدعم الحكومي والأرباح التي تجنيها الشركات من بيع المكونات المختلفة لهذه الأجهزة. وفي النهاية قارنوا التكلفة الإجمالية للتعدين الحضري مع تكلفة تعدين المواد الخام، ووجدوا أن تعدين المواد الخام أكثر تكلفةً بثلاثة عشر ضعفًا.

ولا ريب، أن تقديم الصين للدعم المالي ليس قاعدةً تسري على جميع الدول، وأن تكاليف إعادة التدوير تختلف من مكانٍ إلى آخر. وتمثل الصين أكبر منتج في العالم للنفايات الإلكترونية، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة. فإن وجدت الشركات أنها تستطيع تحقيق أرباح من استخراج المعادن من النفايات الإلكترونية، فقد يحل ذلك جزءًا كبيرًا من المشكلة.

وقد تبدأ مزيد من الشركات الصينية في العمل في مجال التعدين الحضري. وربما تبدأ الشركات في الدول الأخرى أيضًا في العمل في هذا المجال. أو ربما تعيد التفكير شخصيًا فيما ستفعل بهاتفك الذكي القديم عندما تشتري واحدًا جديدًا.

المصدر مرصد المستقبل
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل