انسحاب واشنطن من مجلس حقوق الإنسان يثير انتقادات دولية

فريق التحرير120 يونيو 2018آخر تحديث :
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ـ أ ف ب

انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الثلاثاء، من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، متهمتاً إياه بالنفاق والانحياز ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وتوجهت السفيرة الاميركية لدى الأمم المتحدة ’’نيكي هايلي‘‘ إلى واشنطن لتعلن مع وزير الخارجية ’’مايك بومبيو‘‘ القرار.

وأكد ’’بومبيو وهايلي‘‘ أن الولايات المتحدة ستبقى على رأس المدافعين عن حقوق الانسان، لكن في نظر الكثيرين، يعكس القرار عداء الرئيس ’’دونالد ترامب‘‘ للأمم المتحدة وللتعددية في العمل الدبلوماسي بشكل عام.

وجاء القرار بعدما انتقد مجلس حقوق الانسان واشنطن بسبب فصلها للأبناء القاصرين للمهاجرين غير الشرعيين عن ذويهم الذين يتطلعون للحصول على لجوء بعد دخولهم البلاد من المكسيك.

فيما أن ’’هايلي وبومبيو‘‘ أكدا أن القرار اتخذ بعد عام من الجهود لدفع المجلس الى القيام باصلاحات، واستبعاد الدول الأعضاء التي ترتكب تجاوزات، منه.

وأضافت ’’هايلي‘‘، “نحن بحاجة إلى هذه الاصلاحات لنجعل المجلس محامياً جدياً مدافعاً عن حقوق الانسان”، موضحةً أنه “لفترة طويلة كان مجلس حقوق الانسان حامياً لمرتكبي تجاوزات لحقوق الانسان ومرتعاً للانحياز السياسي”.

وتابعت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة قولها: “للأسف، من الواضح الآن أن دعوتنا إلى الأصلاح لم تلق آذانا صاغية”.

وأشارت ’’هايلي‘‘ إلى أن مجلس حقوق الانسان قصّر في توجيه انتقادات لانتهاكات فاضحة لحقوق الانسان من قبل دول معادية للولايات المتحدة مثل فنزويلا وكوبا.

من جهته، أضاف ’’بومبيو‘‘ أن “الدول تواطأت مع بعضها لتقويض الطريقة الحالية لاختيار الاعضاء”، مؤكداً أن “انحياز المجلس المتواصل والموثق بشكل جيد ضد اسرائيل تجاوز الحدود”.

ولفت وزير الخارجية الاميركي إلى أنه “منذ تأسيسه، تبنى المجلس عدداً من القرارات التي تدين اسرائيل تفوق تلك التي أصدرها على دول العالم مجتمعة”.

وكانت ’’هايلي‘‘ حذّرت قبل عام من أن واشنطن يمكن أن تنسحب من المجلس إذا لم تجر إصلاحات،وقالت، الثلاثاء، “نتخذ هذه الخطوة لأن التزامنا لا يسمح لنا بأن نظل اعضاء في منظمة منافقة وتخدم مصالحها الخاصة وتحوّل حقوق الإنسان الى مادة للسخرية”.

ترحيب وانتقاد دولي

رحب رئيس وزراء حكومة الاحتلال الاسرائيلي ’’بنيامين نتنياهو‘‘ في بيان له بالخطوة الاميركية، مؤكداً أن “المجلس أثبت على مدار سنوات طويلة أنه جهة منحازة وعدائية ومعادية لإسرائيل تخون مهمتها وهي الدفاع عن حقوق الإنسان”.

وأضاف ’’نتنياهو‘‘، “بدلاً من التركيز على أنظمة تنتهك حقوق الإنسان بشكل ممنهج، يتركز المجلس بشكل مهووس على إسرائيل الدولة الديموقراطية الحقيقية الوحيدة في الشرق الأوسط”، معتبراً أن “قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من هذه المنظمة المنحازة يشكل تصريحاً لا لبس به بأن الكيل طفح”.

من جانبه، عبر الأمين العام للامم المتحدة ’’أنطونيو غوتيريش‘‘ عن أسفه للقرار الاميركي، قائلاً في بيان له، إن “بنية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تلعب دوراً هاماً للغاية في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أنحاء العالم”.

وكان المفوض السامي لحقوق الانسان في الأمم المتحدة ’’زيد رعد الحسين‘‘ انتقد الاثنين سياسة ’’ترامب‘‘ في مجال الهجرة، وقال “نعتقد ان سعي أي دولة لردع الأهالي عبر التسبب بايذاء الأطفال بهذه الطريقة هو أمر غير مقبول”.

وانتقدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الخطوة الاميركية بالانسحاب من مجلس حقوق الإنسان،

وأكد المدير التنفيذي للمنظمة ’’كينيث روث‘‘ أن “انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو انعكاس مؤسف لسياسة احادية البعد في ما يتعلق بحقوق الإنسان، تتخلص بالدفاع عن الانتهاكات الاسرائيلية في وجه أي انتقادات قبل كل شىء”.

ولفتت المنظمة إلى أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة “لعب دوراً مهماً في دول على غرار كوريا الشمالية وسوريا وبورما وجنوب السودان، لكن على ما يبدو كل ما يهم ترامب هو الدفاع عن اسرائيل”.

ودانت موسكو، اليوم الاربعاء، “وقاحة الولايات المتحدة واستهتارها” بالامم المتحدة بعد انسحابها من مجلس حقوق الانسان التابع للمنظمة الدولية واصفةً القرار بالخاطىء.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ’’ماريا زاخاروفا‘‘ خلال مؤتمر صحافي إن “الولايات المتحدة نسفت مجدداً سمعتها في الدفاع عن حقوق الانسان، وأظهرت استهتارها بالأمم المتحدة ومؤسساتها”.

ودانت ’’زاخاروفا‘‘ في قولها وقاحة زملائهم الاميركيين الذين يرفضون بقوة الاعتراف بوجود مشاكل خطيرة تتعلق بحقوق الانسان في بلدهم، متهمتهم بانهم حاولوا “تغيير بنية مجلس حقوق الانسان لخدمة مصالحهم”.

واضافت المتحدثة أن مجلس حقوق الانسان يجب أن يكون “في خدمة كافة الدول الاعضاء وليس بلد واحد”، مؤكدةً أن الانسحاب الاميركي لم يشكل مفاجأة لروسيا.

واتهمت المتحدثة الولايات المتحدة بمحاولة فرض نسخة خاصة بالاميركيين لحقوق الانسان على الدول الاخرى في العالم”، مشيرة إلى ان المجلس سبق أن عمل بفعالية بدون روسيا.

وانتقدت الولايات المتحدة المجلس باستمرار لإدراجه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية على جدول أعمال جميع جلساته السنوية الثلاث ما يجعل الدولة العبرية الوحيدة التي يتم تخصيص بند ثابت لها على جدول الأعمال يعرف بالبند السابع.

ورفضت الولايات المتحدة الانضمام إلى المجلس لدى انشائه عام 2006 في عهد الرئيس الاسبق ’’جورج بوش‘‘ الابن عندما كان ’’جون بولتون‘‘ مستشار الامن القومي للرئيس ’’ترامب‘‘ والمشكك في جدوى المنظمة الدولية، سفيراً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة.

ولم تنضم واشنطن إلى المجلس إلا في 2009 بعد وصول ’’باراك أوباما‘‘ إلى سدة الحكم في البيت الأبيض.

ومنذ تولي ’’ترامب‘‘ السلطة، انسحبت الولايات المتحدة من منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) وخفّضت مساهمتها في موازنة الأمم المتحدة، وانسحبت كذلك من اتفاق باريس للمناخ الذي تدعمه المنظمة الدولية.

المصدر حرية برس + وكالات
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل