تعرف على وكالات الأنباء العالمية.. النشأة والأدوار

ولاء يوسف23 مايو 2018آخر تحديث :
إعداد: ولاء يوسف

لطالما راودتنا الكثير من الأسئلة عند قراءة الأخبار اليومية عن منشأها وصحتها ومصداقيتها وكيفية وصولها إلينا، وموثوقية مصادرها ومدى موضوعية ناقلها.

كما وأصبح مألوفاً لنا رؤية أسماء لوكالات أخبار تسبق الخبر كنوع من المصداقية ودقة الحدث، فمن منا لم يلاحظ سواء على شريط الأخبار أو في مختلف وسائل الإعلام كلمة “رويترز” أو” أف ب” وغيرها.

إذاً كيف تصل الأخبار ومن المسؤول عن نشرها وهل يوجد شركات خاصة لإنتاج الأخبار؟!

يحصل العالم على أكثر من 80% من الأخبار العالمية والمحلية والإقليمية من لندن وباريس ونيويورك وهي مراكز كبرى وكالات الأنباء في العالم، وهي مؤسسات تقدم خدمات إخبارية عبر تجميع الأخبار وتغطية مجريات الأحداث بالصورة والكلمة والصوت عبر شبكاتها ومراسليها في مختلف البلدان والمناطق الساخنة من العالم، وتوفر خدماتها الإخبارية إلى مختلف المؤسسات الإعلامية والإذاعات وقنوات البث والصحف والإنترنت وإلى المؤسسات الخاصة ومراكز الدراسات.

تمثل وكالات الأنباء مصنع الأخبار الأكبر والأهم في العالم، والمصدر الرئيسي الذي تعتمد عليه مختلف وسائل الإعلام وتقتبس منه الأخبار والمعلومات، ويؤهلها للقيام بهذا الدور قدراتها التكنولوجية وكوادرها البشرية المدربة، فضلاً عن قدرتها في الوصول إلى مواقع الأحداث المختلفة، والتنوع والتطور التكنولوجي او إمكانياتها المرنة المادية التي تجعلها قادرة على نقل أخبار العالم وتشكيل التصورات عن الأشخاص والشعوب والثقافات والوصول إلى كل إنسان على سطح الكرة الأرضية.

وعند الحديث عن حقيقة وكالات الأنباء يجب التطرق لجوانب هامة سياسية، واقتصادية، وثقافية. ذلك أن أي جهاز إعلامي سواء كان عالمياً أو محلياً له مجال أنشطة خفية ومعلنة تشغل بال رجال الإعلام والسياسة والاقتصاد لأنها ترتبط به إلى حد كبير.

وتعتبر “اسوشيتد برس” و “يونايتد برس انترناشونال” و “رويترز” و”فرانس برس” من أقوى وكالات الأنباء في العالم. وتنشط الوكالتان الأولى والثانية في الولايات المتحدة، وتغطي “رويترز” الإنكليزية أوروبا مع وكالة الأنباء الفرنسية، علاوة عن أنشطة هذه الوكالات في الشرق الأقصى والأوسط وأمريكا اللاتينية والقارة الإفريقية. وتحتكر هذه الوكلات الخدمات الإعلامية في العالم كله، وذلك عن طريق شبكات هائلة ومتداخلة في أرجاء الكرة الأرضية.

•  وكالة أسوشيتد برس  THE Associated press” AP“

وهي وكالة أنباء تعاونية إخبارية مستقلة مقرها الولايات المتحدة الأمريكية مدينة نيويورك، ويهدف فريقها المتواجد في أكثر من 100 بلد و263 موقعاً و15000 منفذ أخباري حول العالم لنقل الأخبار العاجلة والاستقصائية. تأسست عام 1846 من قبل خمس صحف يومية لمشاركة تكلفة نقل أخبار الحرب المكسيكية الأمريكية، وأصبحت نيويورك تايمز عضواً فيها بعد وقت قصير من تأسيسها عام 1851. عُرفت بالبداية باسم نيويورك أسوشيتد برس ثم تم دمجها مع وكالة اسوشيتد برس الغربية في ولاية ايلينوي وسميت بوكالة أسوشيتد برس.

وأثار اندلاع الحرب الأهلية والحرب الإسبانية الامريكية حافزاً جديد لطباعة تقارير حية، وتبنى المدير العام آنذاك للوكالة معايير الدقة والنزاهة والموضوعية.

ثم توسعت الوكالة بعد الحرب العالمية الثانية لتشمل مكاتب في أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط
دخلت وكالة أسوشتيد برس البث عام 1941 عندما بدأت توزيع الأخبار على المحطات الإذاعية، ثم أنشئت شبكتها الإذاعية الخاصة بها عام 1974.

وفي عام 1994 أنشئت وكالة APTV وهي وكالة عالمية لجمع الأخبار عبر الفيديو، لتوفر بعد ذلك الفيديو والبث المباشر لمذيعيها حول العالم والمواقع الإلكترونية.

ليصبح لديها عام 2009، أكثر من 240 مكتباً في جميع أنحاء العالم، كما وساعدت التكنولوجيا الرقمية في جعل توزيع التقارير الإخبارية بشكل تفاعلي أكثر بين AP وعملائها 1400 عضو من صحف ومذيعين ومشتركين دوليين وعملاء عبر الانترنت. لتحقق بحلول عام2007, 30% من عائداتها من صحف الولايات المتحدة 37% من عملاء البث العالمي و 15% من مشاريعها عبر الإنترنت و 18% من الصحف الدولية والتصوير الفوتوغرافي . هذا وتعتمد الكثير من محركات البحث على وكالة أسوشتيد برس كمصدر أول للتغطية الإخبارية والأخبار العاجلة مثل YAHOO و MSN، كما أعلنت جوجل أنها كانت تدفع مقابل عرض محتوى AP في أخبارها.

حصلت وكالة AP على 52 جائزة بوليتزر، بما في ذلك 31 جائزة للتصوير الفوتوغرافي منذ تأسست الجائزة عام 1917، وتعتبر أسوشيتد برس وكالة الأخبار الرئيسية في الولايات المتحدة بعد تخلي يونايتد برس انترناشونال الأمريكية عن المنافسة عام 1993.

• وكالة رويترز للأنباء Reuters

وهي وكالة أنباء عالمية مقرها لندن، المملكة المتحدة. تأسست وكالة رويترز في العام 1851 على يد رجل الأعمال الألماني جوليوس روتير في بريطانيا، عمل روتير في شركة لنشر الكتب في برلين، وشارك في توزيع كتيبات مع بداية الثورات عام1848. ولاقت هذه الكتيبات اهتمام روتير بشكل ملحوظ، الأمر الذي دفعه الى تطوير ذلك وإنشاء خدمة إخبارية نموذجية في آخن “مدينة المانية” استخدم فيها الحمام الزاجل والتلغراف الالكتروني من أجل نقل الرسائل بين بروكسل وآخن. وعند انتقاله إلى إنكلترا، أسس شركة Reuter’s Telegram عام 1851 ومقرها لندن، كانت تهدف في البداية إلى تغطية الأخبار التجارية وخدمة البنوك وشركات الأعمال. ومع توقيع الكثير من العملاء والصحف واكتسابها السمعة الحسنة في أوروبا وبقية الدول كأول من يقدم الأخبار خارج البلاد، توسعت رويترز إلى الشرق الأقصى عام 1872، تلتها أمريكا الجنوبية عن طريق البرقيات براً والكابلات بحراً، لتبدأ عام 1883 في بث رسائلها كهربائيا الى صحف لندن.

وفي عام 1923، استخدمت رويترز الراديو لنقل الأخبار دولياً، وخلال الحروب العالمية تعرضت رويترز لضغوط الحكومة البريطانية لخدمة المصالح الوطنية في بث ماتراه مناسباً، إلا أن رويترز نجحت في تلافي تلك الضغوط عن طريق هيكلة نفسها كشركة خاصة وتوسيع الملكية المشتركة إلى جمعيات الصحف اليومية والتي مثلت كل من نيوزيلندا وأستراليا، وتم وضع مبادئ رويترز للحفاظ عل استقلالية الشركة. حينها أصبحت وكالة رويترز وكالة أنباء رئيسية في العالم، تزود الصحف ووكالات الأنباء الأخرى، ومذيعي البث الإذاعي والتلفزيوني بالنصوص والصور، وقدمت خدمات لمعظم البلدان وصولاً إلى جميع الصحف الرائدة في العالم.

في العام 1973، صنعت رويترز شاشات حاسوب لعرض أسعار صرف العملات الأجنبية المتاحة لعملائها، ثم ما لبثت أن قامت بإجراء معاملات إلكترونية وتطوير عدد من خدمات التجارة الإلكترونية، وقدمت المعلومات المالية للعملاء مع الحفاظ أيضاً على أعمال وكالات الأخبار الرئيسية والعاجلة.

اشتركت جميع وكالات الأنباء الرئيسية في العالم في وكالة رويترز اعتباراً من عام 2014، وتعمل رويترز في أكثر من 200 مدينة في 94 دولة 2500 صحفي و600 مصور حول العالم. ويستخدم صحفيو رويترز كتيب رويترز الصحفي كدليل للحفاظ على النزاهة والحرية التي تعتمد عليها من حيث الموثوقية والدقة والسرعة والحصرية.

تنقل رويترز الأخبار باللغة الانكليزية والعربية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والروسية والصينية والأوردية واليابانية والكورية، كما وتوفر رويترز تغطية لأهم مواضيع اليوم بما في ذلك: التجارة، والمالية، والسياسة، والرياضة، والترفيه، والتكنولوجيا، والصحة والبيئة وغيرها.

عرفت رويترز بالتحيز ضد إسرائيل في تغطيتها للصراع بين إسرائيل ولبنان عام 2006، وفي عام 2010 انتقدت صحيفة “هارتس” رويترز مرة أخرى بسبب التحيز المعادي لإسرائيل أثناء غارة إسرائيلية على أسطول الحرية.

وكالة فرانس برس Agence France-Press“ AFP“

وكالة الأنباء الفرنسية هي ثالث أكبر وكالة أنباء في العالم بعد وكالة أسوشيتد برس ورويترز. وهي أقدم وكالة أنباء بالعالم، وتعد امتداداً لوكالة هافاس التي تأسست عام 1835، وعندما قامت القوات الألمانية باحتلال فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، تم الاستيلاء على هافاس من قبل السلطات وسميت “المكتب الإعلامي الفرنسي“.

وحين استولى الصحفيون في المقاومة الفرنسية على المكاتب، أصدروا أول تقرير إخباري من المدن المحررة تحت اسم وكالة فرانس برس.

كرست فرانس برس سنوات ما بعد الحرب لتطوير شبكة مراسليها الدوليين، كانت مهمة فرانس برس هي كتابة تقارير خالية من جميع المؤثرات أو الاعتبارات التي قد تؤثر على دقة أخبارها تحت أي ظرف من الظروف.

كما وأقامت عام 1991 مشروعاً مشتركاً مع Extel لإنشاء خدمة أخبار مالية تم بيعها لشركة طومسون.

تعمل وكالة فرانس برس بموجب قانو 1957، وتعتبر رسمياً وتجارياً مستقلة عن الحكومة الفرنسية إلا أنها تعد وكالة أنباء حكومية.

ولدى وكالة الصحافة الفرنسية مكاتب إقليمية في نيقوسيا ومونتيفيديو وهونغ كونغ وواشنطن ومكاتب في 150 دولة، هذا وتنقل أخبارها باللغات الفرنسية والإنكليزية والعربية والبرتغالية والإسبانية والألمانية.

يضم مجلس AFP خمسة عشر عضواً، ثمانية ممثلين عن الصحافة الفرنسية، وممثلين من قسم موظفي الوكالة، ممثلين عن الإذاعة والتلفزيون الحكومية وثلاثة ممثلين عن الحكومة، رئيس الوزراء ووزير مالية ووزير الشؤون الخارجية. ويقوم المجلس بانتخاب الرئيس التنفيذي للوكالة لمدة 3 سنوات قابلة للتجديد، ولدى الوكالة مجلس من كبار الصحفيين تعمل على استقلال الوكالة المطلق والحيادي والموضوعي وتحقيق مبادئها الأساسية.

هذا وتعد الحكومة الفرنسية العميل الأساسي للوكالة والتي تقوم بشراء مختلف خدماتها. ولديها 4827 مشترك في العالم، 74% من المشتركين من وسائل الإعلام و 26% من خارج وسائل الإعلام، كما توظف وكالة فرانس الأنباء 2296 موظفاً و1513 صحافياً من 80 جنسية مختلفة موزعين على 151 بلد و201 مكتب لنقل الأخبار وتغطيتها على مدار الساعة في جميع أنحاء العالم، هذا وتقدم وكالة فرانس برس 5000 خبر و3000 صورة و250 فيديو و75 بيان رسمي يومياً و 150 فيديو غرافيك في السنه.

  • وكالة يونايتد برس انترناشونال United Press International“ UPI“

وكالة أنباء عالمية تزود ملايين القراء حول العالم بالأخبار والصور والمعلومات. وهي وكالة أنباء أمريكية، مقرها واشنطن وبوكا راتون بولاية فلوريدا، وإحدى أكبر الخدمات السلكية في العالم، تم إنشاؤها في عام 1958، عندما تم دمج مطبعة يونايتد UP مع خدمة الأخبار الدولية INS. بهدف خلق منافس قوي لوكالة أسوشيتد برس وكيان اقتصادي أقوى من كيان UP أو INS، مما جعل منها وكالة رائدة في مجالات التغطية الإخبارية، بما في ذلك الإرسال السلكي للصور الإخبارية وقامت دار النشر E.W.Scripps بجمع ثلاث خدمات إخبارية إقليمية تحت سيطرتها لبيع الأخبار إلى جميع الصحف وليس فقط من يملكون امتيازات، سرعان ما انشأت الوكالة مكاتب في العواصم الأوروبية الرئيسية. وبدأت بتقديم الأخبار لأمريكا اللاتينية خلال الحرب العالمية.

بحلول أواخر القرن العشرين، كانت الوكالة المدمجة تخدم عملاء الصحف والاتصالات في الولايات المتحدة ومختلف البلدان الأخرى، حيث كانت تنقل العديد من اللغات عبر الإذاعة ومنشآت الأسلاك المؤجرة.

تحت ضغط من بعض ورثة E.W Sripps. خسرت UPI لمدة لا تقل عن عقدين، وفي محاولة لنقل السيطرة في أوائل الثمانينات، حاولت جلب شركاء آخرين في صناعة الصحف ولكنهم عندما فشلوا في ذلك دخلوا في مفاوضات جادة مع وكالة رويترز البريطانية المنافسة والتي كانت تريد زيادة وجودها في الولايات المتحدة، وقامت بالعناية الواجبة، وأعربت عن اهتمامها بأجزاء من خدمة UPI لكنها لم ترغب في الاحتفاظ الكامل بها.

تم شراء يونايتد برس انترناشونال من قبل NEWS World Communication، وهي شركة إعلامية دولية تأسست في عام 1976، ولديها موقع أخباري على الإنترنت وخدمة الصور وقطاع للنشر الإلكتروني، مع مجوعة متنوعة من النصوص والصور والفيديو.

لدى الوكالة 230 مكتباً خارج الولايات المتحدة متوزعة على أكثر من 100 دولة، أضافة إلى 180 مكتباً داخل الولايات المتحدة. ويتكون الإنتاج اليومي لـ UPI من خدمة تلخيص إخباري تسمى News Track. وتضم تقارير عامة، وتقارير رياضية وعلمية وصحية وترفيهية.

تعد هذه الوكالات الأربعة مصدراً رئيسياً للأنباء للكثير من وسائل الإعلام في دول العالم وخاصة العالم الثالث، بحيث أصبحت هذه الوكالات تحتكر معظم الأنباء الدولية وتهيمن على النشاط الإعلامي لكثير من الدول وهو ما يدل على ازدياد الحاجة إلى هذه الوكالات بسبب سعة إمكانياتها وقدراتها وانتشارها وهي المصدر الأساسي في الحصول على الخبر.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل