قال وزير الخارجية الأميركي ’’مايك بومبيو‘‘، اليوم الاثنين، إن واشنطن انسحبت من الاتفاق النووي مع إيران بسبب الأخطاء التي شابته، منبها إلى أن طهران خدعت العالم بالاتفاق.

وأوضح ’’بومبيو‘‘ في مؤتمر صحفي له بأول خطاب رئيسي عن السياسة العامة منذ توليه منصب وزير الخارجية لعرض استراتيجية بلاده تجاه طهران، ’’أن فقرات من الاتفاق النووي أجلت فقط حصول إيران على أسلحة نووية بعد 2025، أما بعدئذ فستكون حرة في الحصول على أسلحة نووية وهو ما سيفضي إلى تنافس محموم على التسلح‘‘.

وقال وزير الخارجية الأميركي إن الاستراتيجية الأميركية الجديدة تتكون من 7 محاور للتعامل مع إيران، مؤكداً أن الضغط الاقتصادي هو الجانب الأبرز من الاستراتيجية الجديدة تجاه إيران، ومشدداً على أن إيران ستتعرض للعقوبات الأكثر قسوة في التاريخ إذا واصلت سياساتها.

وأضاف ’’بومبيو‘‘ أن النظام الإيراني يحاول الوصول إلى البحر المتوسط، والاتفاق النووي كان بداية الغزو الإيراني للمنطقة، وباتت تنشر أسلحتها في المنطقة، في إشارة منه إلى حزب الله الذي بات أكثر قوة بسبب الدعم الإيراني المتزايد منذ توقيع الاتفاق النووي، فيما أن جماعة الحوثي التي تدعمها إيران تجوع الشعب اليمني وتهدد جيران اليمن.

وتعهد وزير الخارجية الأميركي بفرض ضغطٍ مالي غير مسبوق وأقوى عقوبات في التاريخ على إيران، والتصدي لشبكات إيرانية على الإنترنت، مخيراً إياها بين أن ترسل قواتها للخارج أو تدمر اقتصادها، ومشدداً على أن هناك 12 مطلباً من إيران أبرزها وقف دعم الإرهاب والانسحاب من سوريا.

وأشار ’’بومبيو‘‘ إلى أن من دعموا الاتفاق النووي زعموا أن توقيعه سيجعل منطقة الشرق الأوسط أكثر استقرارا، لكن شيئا من ذلك لم يحصل، إذ زادت طهران وتيرة عدائها بعد الاتفاق، واستغلت ما حصلت عليه من أموال لتأجيج الأوضاع في الشرق الأوسط.

ونوّه ’’بومبيو‘‘ إلى الدعم المستمر الذي قدمته إيران لميليشيات حزب الله الإيرانية وتدخلها في الأزمة السورية، مما أدى إلى نزوج ولجوء الملايين السوريين.

وأكد وزير الخارجية أن إيران لن تكون أبداً بعد الأن مطلقة اليد للهيمنة على الشرق الأوسط، واعداً بـ’’ملاحقة العملاء الإيرانيين واتباعهم في حزب الله في كل أنحاء العالم بهدف سحقهم‘‘.

ولفت ’’بومبيو‘‘ إلى أن التوسع الإيراني في المنطقة زاد بعد توقيع الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن آلية التحقق وتفتيش المواقع النووية الإيرانية حالياً ليست كافية، وأن على إيران السماح لمفتشي الوكالة الدولية بدخول كل مواقعها النووية، مشدداً على وقف إنتاج أي صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.

واختتم ’’بومبيو‘‘ قائلاً: إن إيران ستواجه أقسى عقوبات في التاريخ في حال قررت أن تعود إلى برنامجها النووي، موضحاً أن ثمة فرقاً بين الشعب الممتعض من الفساد والنظام الذي لا يكف عن تقديم ملايين الدولارات للميليشيات في الخارج، مشيرا إلى أن تعامل النظام الإيراني مع المحتجين بالقتل والاعتقال والتعذيب، يظهر قدر الاستياء من السياسة المتبعة، وأن واشنطن ستعمل على دعم الشعب الإيراني الذي لم يعد قادراً على تحمل حكومته.

وشدد ’’بومبيو‘‘ في وقت سابق على التزام واشنطن مع المملكة العربية السعودية ودول المنطقة للحد من طموحات إيران النووية وبرامجها للتسلح وزعزعة الاستقرار في المنطقة، قائلاً إن “هذا التعاون سيبدأ في مواجهة إيران التي ستزعزع استقرار المنطقة من خلال دعمها للميليشيات التابعة لها والجماعات الإرهابية، فضلاً عن تزويدها الحوثيين بالسلاح في اليمن، وتشن الهجمات السيبرانية، وتدعم نظام الأسد المجرم في سوريا”.

ويأتي الخطاب بعد أسبوع على إعلان ’’ترامب‘‘ الانسحاب من الاتفاق الذي وقعه سلفه باراك أوباما مع إيران والقوى العالمية. كان الحلفاء الأوروبيون قد ناشدوا ترمب عدم الانسحاب من الاتفاق.

وكان الرئيس الأميركي ’’دونالد ترامب‘‘، قد رسم الخطوط العريضة للسياسة الأميركية الشاملة تجاه إيران، عندما أعلن انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران في 8 أيار/مايو الجاري.

وقال ترامب إنه “مع الانسحاب من الاتفاق النووي، سنعمل مع حلفائنا لإيجاد حل شامل ودائم للتهديد النووي الإيراني، يتضمن القضاء على تهديد الصواريخ الباليستية الإيرانية، ووضع حد للأنشطة الإرهابية لها في جميع أنحاء العالم، وإنهاء أنشطتها الخطيرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما سنفرض عقوبات شديدة”.