تصاعد التوتر بين اليمن والإمارات بشأن سقطرى

فريق التحرير5 مايو 2018آخر تحديث :
قوات من الجيش الإماراتي في عدن اليمنية – Wam

مازن فارس – حرية برس:

يتصاعد التوتر بين الحكومة اليمنية ودولة الإمارات مع مرور 24 ساعة على وصول لجنة التهدئة السعودية إلى محافظة سقطرى اليمنية، في وقت دفعت الإمارات بمزيد من التعزيزات العسكرية.

وقالت مصادر يمنية لـ”حرية برس” إن طائرة عسكرية إماراتية هبطت في مطار جزيرة سقطرى وأنزلت أربع عربات عسكرية بعد وصول اللجنة السعودية؛ فيما تزال الحكومة اليمنية تتمسك بمطلب ضرورة مغادرة القوات الإماراتية التي وصلت إلى جزيرة سقطرى، خلال اليومين الماضيين”.

وكان رئيس الحكومة اليمنية قد ناقش، مساء أمس الجمعة، مع رئيس اللجنة السعودية المكلفة زيارة سقطرى اللواء أحمد الشهري، ومندوب التحالف العربي أبو يوسف الإماراتي، أسباب التوتر الذي نشب في سقطرى والذي حدث بعد وصول رئيس الوزراء والوفد المرافق له إلى الجزيرة بيومين، وأثار تساؤلات كثيرة عن الأسباب والدوافع التي أفضت إلى التوتر؛ بحسب وكالة “سبأ” اليمنية الرسمية.

وتشهد سقطرى، توتراً غير مسبوق، منذ إرسال الإمارات، ثاني أكبر دول التحالف العربي، قوة عسكرية إلى الجزيرة، على خلفية تواجد رئيس الوزراء اليمني، في الجزيرة، مع عدد من أعضاء حكومته. ومنذ الأربعاء الماضي، استقبل مطار سقطرى 5 طائرات عسكرية على متنها 150 جندي وعدد من العربات والدبابات التي انتشرت في محيط مطار وميناء سقطرى، دون علم الحكومة الشرعية.

وبحسب مصادر محلية في سقطرى لـ”حرية برس” أن القوات الإماراتية سيطرة على ميناء ومطار الجزيرة، وطلبت من الموظفين اليمنيين المغادرة. مشيرة إلى أن القوات الإماراتية منعت رئيس الحكومة من وضع حجر اساس مشروع تطوير ميناء سقطرى وقامت بتدمير البناء الخاص بحجر الأساس.

وتتمتع سقطرى بموقع استراتيجي هام في المحيط الهندي على مدخل مضيق عدن، وتمتلك شريطاً ساحليا يبلغ طوله 300 كم. وفي يناير/كانون الثاني 2018، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) سقطرى ضمن قائمة المواقع البحرية العالمية ذات الأهمية البيولوجية والتنوع النادر.

يشار إلى أن الخلاف بين الحكومة اليمنية والإمارات بدأ يتفاقم منذ عام، بعد إقالة الرئيس هادي، لمحافظ عدن المحسوب على أبوظبي عيدروس الزبيدي، في حين اتهم عدد من الوزراء بالحكومة الشرعية، لأول مرة، خلال الأشهر الماضية، الإمارات بدعم تشكيلات مسلحة خارج إطار الدولة.

وفي هذا الشأن؛ يرى الصحفي اليمني، منذر فؤاد، أن ما يحدث في سقطرى هو “امتداد للهيمنة الإماراتية على الأرض اليمنية الذي بدأ عقب تحرير محافظة عدن” مشيراً إلى أن مايميز أحداث سقطرى هذه المرة، هو “أنها هيمنة عسكرية علنية مباشرة من جنود إماراتيين، وليس عبر وكلائها المحليين كما هو في بعض المناطق الأخرى، وكما يحدث في كل مرة”.

وأضاف في تصريحات لـ”حرية برس” أنه في حال رفضت الإمارات الانسحاب من سقطرى، فسيكون هناك تصاعد في حدة الغضب الشعبي، المطالب بطرد الإمارات من التحالف العربي”. ويعتبر”فؤاد” ذلك ورقة رابحة يمكن للشرعية أن تستفيد منها.

ويرى مراقبون أن استمرار محاولة الإمارات فرض السيطرة على سقطرى والمدن الجنوبية، من شأنها أن تقوض دور الحكومة الشرعية وتضعف دورها في تثبيت مؤسسات الدولة و خوض معركتها العسكرية ضد الحوثيين.

ومنذ ثلاثة أعوام تشهد اليمن حربا شرسة بين قوات الجيش الوطني التابع للحجومة الشرعية اليمنية ، المدعومة من التحالف العربي من جهة ، وجماعة الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً من جهة أخرى.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل