فعاليات حقوقية لتعزيز دور المرأة شمالي حمص

فريق التحرير123 أبريل 2018آخر تحديث :
محاضرة للمحامية آمنة الناصر في اتحاد نساء حمص – أرشيف

حمص – حرية برس:

منذ بداية الثورة السورية والتي بدأ معها نظام الأسد حرباً شاملة ضد الشعب السوري الثائر، برز دور المرأة الفعال بالمشاركة في مختلف المجالات، ما جعلها تتحدى تداعيات مواجهة حرب النظام التي تدخل عامها الثامن.

وفي سياق هذا التحدي سعت المرأة السورية للنضال بشتى مجالات الحياة، وكان أحدها الجانب الحقوقي، الذي برزت فيه ابنة مدينة حمص المحامية “آمنة الناصر”، حيث بدأت عملها كمديرة إدارية في مشفى الرستن قبل بداية الثورة، إلا أن اجتياح نظام الأسد للمدينة حال دون متابعة عملها، حيث قام النظام بفصلها من عملها وإدراجها على لائحة المطلوبين، ومن هنا بدأت ’’آمنة‘‘ عملها المُكرّس بتوعية النساء حقوقياً محاولة تعزيز دور المرأة في ظل الحرب.

وعملت ’’الناصر‘‘ على نشر الوعي بين النساء بحقوقهن كمواطنات أولاً، ولفت النظر إلى دور المرأة المهم وواجبها في المجتمع ككل من خلال محاضرات وفعاليات مختلفة، حيث كان الأسلوب البسيط والواضح في إلقاء المحاضرات، والمعلومات المستوحاة من وحي الواقع اليومي للمرأة أحد أسباب نجاح ’’آمنة‘‘ في ترك أثر فعلي وحقيقي لديهم.

وتقول الناشطة الحقوقية ’’آمنة الناصر‘‘ في حديثها لحرية برس: منذ انطلاقة الثورة السورية، كان على الجميع تحمل مسؤولياته تجاه قضايا محددة تخص مجال عمله، فوجدت نفسي في مكان المدافعة عن حقوق المرأة التي أثبتت للعالم أنها تستحق استرداد كامل حقوقها، فضلاً عن تكريمها لما قدمته في سبيل تحقيق مطالب الثورة بالحرية والعدالة.

وتُلقي ’’الناصر‘‘ محاضراتها في عدة أماكن على اعتبارها عضواً في ’’تجمع أحرار تلبيسة‘‘ ورئاسة مكتب شؤون المرأة بالمدينة، بالإضافة لمحاضرات نسائية في مقر اتحاد حمص النسائي، ومحاضرات قانونية واجتماعية بمركز النور النسائي بريف حمص.

وتابعت ’’الناصر‘‘ قولها: ’’إن هذه الأنشطة تهدف إلى توعية المرأة بحقوقها، وتعزيز دورها الاجتماعي والاقتصادي، وأن ازدياد حالات قضائية وقانونية معقدة بسبب ظروف الحرب، يستدعي توعية المرأة أكثر من أي وقت مضى، فهناك مآسي خلّفتها الحرب كوجود زوجة المعتقل أو الشهيد، وهذان نموذجان يمثلان معاناة المرأة النفسية والمادية معاً، فعلاوة على أنها أصبحت أرملة ووحيدة، كذلك وقع عليها تحمل الأعباء المادية، ولاسيما إذا كان لديها أطفال خصوصاً في ظروف الغلاء الفاحش في فترة الحصار المفروض على المنطقة‘‘.

ونوّهت ’’الناصر‘‘ في شرح آثار وأهمية هذه النوعية من المحاضرات في الظروف الراهنة قائلة: ’’أصبح مجتمعنا بحاجة لمرشدين نفسيين، لأن ظروف الحرب انعكست سلبياً على نفسية المرأة والطفل على حد سواء، وهذا ما تسعى الفعاليات الحقوقية لمواجهته بشكل أو بآخر‘‘، مشيرة إلى أن فكرة وجود المرشد النفسي ليست انتقاصاً على الإطلاق، وأن هناك حاجة مُلحة لهذا الأمر.

من جهتها قالت نائبة مديرة مركز النور النسائي ’’ظلال التلاوي‘‘ لحرية برس: ’’إن المحاضرات التي تلقيها ’’الناصر‘‘ في المركز أصبحت مرجعية للمرأة في مختلف القضايا الاجتماعية التي تواجههن‘‘، مؤكدة على التفاعل الذي تلاقيه هذه المواضيع من قبل النساء وأهمية الاستمرارية بطرحها لتشمل الفئة المستهدفة بالكامل.

بدورها، أوضحت المتدربة ’’خلود الحسين‘‘ لحرية برس، أن هذه النوعية من المحاضرات والفعاليات الحقوقية الموجهة للنساء ساعدتهم على قراءة الواقع بشكل مختلف، وشجعت المزيد منهم للانضمام، ولاقت تفاعلاً من منظمات المجتمع المدني أيضاً‘‘، مُضيفة أنهم بحاجة ماسة في ظل الظروف الراهنة إلى محاضرات تُعرّف بدور المرأة وتطرح مقترحات لما يمكنها عمله، وتعالج قضايا تغفل عنها.

وأكدت ’’الحسين‘‘ أن النشاطات الحقوقية لـ’’آمنة الناصر‘‘ انعكست إيجاباً على حياة الكثير من النساء، وذلك بعد توضيح الرؤى الحقوقية وكيفية التعامل مع مراحل اجتماعية معينة باتت الكثير من النسوة تتعرض لها، والأثر الملموس تجلى بالتأكيد على أن للمرأة دور لا يقل عن دور الرجل وواجبها في بناء المجتمع، والعمل من أجل تأمين عيش أطفالها الصغار في ظروف اجتماعية صعبة.

يُذكر أن ريف حمص الشمالي شهد بالآونة الأخيرة قيام العديد من الفعاليات الاجتماعية، تتضمن مجموعة من الندوات والمحاضرات القانونية، وغيرها من الدورات التي تهتم بتدريب مهني للمرآة لمساعدتها في الدخول لميدان العمل.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل