“بالعلم نحيا” أساليب إبداعية لتعليم الأطفال

فريق التحرير6 أبريل 2018آخر تحديث :
رانيا محمود
جانب من نشاطات التعليم والترفيه التي يقيمها المشرفون للتلاميذ في مدرسة “بالعلم نحيا” شمالي حمص – حرية برس©

حمص – حرية برس:

لطالما كان الأطفال الطرف الأكثر تأثراً بالحروب وتبعاتها، لاسيما من الناحية التعليمية، وفي إطار سعيهم لحماية الأطفال من الضياع، أطلق ناشطون، سواء بالتعاون مع منظمات مدنية أو بمبادرات فردية، عدة مشاريع تعليمية في المناطق المحررة، برزت من بينها مدرسة “بالعلم نحيا” في قرية المكرمية التابعة لمنطقة تلبيسة شمالي حمص.

تسعى مدرسة “بالعلم نحيا” لتخفيف آثار الحرب على الطلاب وابتكار طرق لتشجيعهم على الدراسة، وكانت آخرها مسرحية بعنوان “العلم نور”، تخلل المسرحية، التي حضرها أهالي الطلاب وممثلون عن جهات مدنية محلية، تقديم عدة عروض من الطلاب نثرية وشعرية هادفة، تحمل رسائل للأطفال وتعبر عما يجول في خاطرهم.

وفي حديثه لحرية برس أشار مدير المدرسة “سيلمان القصاب” إلى الرسائل التي تحملها المسرحية والفقرات المرافقة لها، كالالتزام بالحضور إلى المدرسة، والتأكيد على أهمية العلم، بأسلوب سهل وممتع يستطيع الطفل فهمه بسهولة، مضيفاً أن إلقاء الشعر والنثر يعزز من شخصية الطفل ويحمسه للمشاركة والتفوق في المدرسة، كما يثري لغة الطلاب ويطور أسلوبهم الأدبي، وذلك بالإضافة إلى نشاطات متنوعة قدمتها المدرسة سابقاً كمعرض لرسومات الأطفال، الذي قد لاقى تفاعلاً كبيراً واهتماماً من قبل الطلاب.

جانب من مسرحية”العلم نور”، التي حضرها أهالي الطلاب وممثلون عن جهات مدنية محلية والتي أقيمت في مدرسة “بالعلم نحيا” شمالي حمص – حرية برس©

أما عن آثار هذه النشاطات، أكدت الآنسة “هبة النبهان” على الأثر العظيم الذي تتركه هذه النشاطات البسيطة على الأطفال، فعلاوة على أنها تبعد الأطفال عن أجواء القصف والحصار، فهي تساعد على بناء شخصيات أقوى لهم، مضيفةً: “في الواقع لقد أذهلتني ردود فعل الأطفال على هذا النشاط بالذات، فبرغم إمكانياتنا البسيطة إلا أن إبداع الأطفال قد ظهر بتجلّي، كما ارتفعت علامات طلابي بشكل ملحوظ وأصبحوا أكثر إقبالاً على المشاركة في الحصص الدرسية، وأكثر التزاماً بالدوام المدرسي”.

وفي ختام حديثها مع حرية برس أكدت النبهان على أهمية التجديد في نوعية النشاطات التي تستهدف الأطفال مهما كانت بسيطة، كإلقاء الدروس المدرسية في الهواء الطلق، أو تقديم مكافأت تحفيزية للطلاب والتي من شأنها لفت نظر الأهل وتشجيعهم على متابعة أمور أولادهم المدرسية.

إلا أن الأثر الإيجابي للنشاطات التي تقيمها مدرسة “بالعلم نحيا” على الأطفال لم يقتصر فقط على زيادة إقبالهم على المدرسة والدراسة، حيث ساعدت هذه النشاطات الأطفال على تحطيم حاجز الخجل، وتغيير الروتين اليومي للطفل.

هذا ما لاحظه “جهاد الباشا” والد أحد الطلاب المشاركين في المسرحية حيث قال: “لقد أصبحت النشاطات التي تقيمها المدرسة كلعبة ممتعة ومفيدة بآن واحد، بالنسبة للطلاب الذين عاشوا ظروفاً صعبة في ظل الحصار والقصف والرعب، لقد كانت تجربة رائعة للأطفال وأعطتهم الكثير من الحماس لتجربة شيء جديد عليهم”.

يذكر أن مدرسة “بالعلم نحيا” تأسست عام 2016 بجهود تطوعية، وتضم 200 طالباً وطالبة من الحلقة الأولى من أطفال المنطقة والنازحين من المناطق الساخنة وتدعمها منظمة حرية للأعمال الإنسانية.

إعداد: رانيا محمود

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل