في مثل هذا اليوم ودعنا خالد..

فريق التحرير24 مارس 2018آخر تحديث :
الشهيد الشاب خالد يوسف

ولاء عساف – حرية برس:

“شميزر” هو اسم أطلقه رفاق خالد الشهيد عليه وهو نوع مسدس كان يحبه كثيراً.

خالد اليوسف ابن بلدة حيش في ريف إدلب الجنوبي فارق الأرض مودعاً أصحابه وأحبابه بعبارة لم يتوقف عن ترديدها أبداً “أحلى خبر لو فاضت الروح لله”

كان ككلّ شهيد يندفع للموت دون خوف أو تردد حيث خيب أمله رفاقه في القتال قبل يومين من استشهاده عندما وعدوه باصطحابه الى المعركة.. فقد اضطروا لتغيير طريقهم ولم يستطيعوا اصطحابه.

في اليوم التالي وكان يوم الخميس 23/3/2017 ذهب إلى قائد كتيبته في جيش العزة طالباً منه أن يخرج في اليوم التالي وبقي مصراً على ذلك حتى وافق القائد.

كان الاتفاق عند الساعة السادسة صباحاً في يوم الجمعة، قال صديقه “أوس” بقيت ساهراً معه طوال الليل كنت اسأله ما الذي يعجلك على أجلك!!

أجابني وهو يتأمل السماء: إنها المعركة الأخيرة يا أوس، معركة الفتح ولا بد أن أشارك فيها.. ناهيك عن أن صوت الرصاص يطرب مسامعي.

طوال فترة تواجدنا معاً وهو يوصي بأغراضه وملابسه ويضحك.. يقول لي ارتدِ هذه الساعة بعد استشهادي ولا تنساني.. كنت أغضب من كلامه ولم أكن أعلم أنه سيفارقني حقاً.

قبل آذان الفجر بحوالي الساعة ذهبت إلى منزلي لأنام واتفقنا على أن أوصله إن تأخروا عليه اليوم.. ولم يكن لدي خيار إلا أن أوافق… وفعلاً ما هي إلا ساعة وراح يطرق الباب مستعجلاً.. أدخلته لنتناول الفطور معاً وحاولت أن أشغله فقد أخافتني عجلته.. قبّل يد أمي وودعها وأوصاها بأمه وأخوته ورحت بعدها أهدئه كي ينتظر وأن يكف عن هذه التصرفات.

عند الساعة 11:30 صباحاً يوم الجمعة جاء رفاقه وذهب إلى ساحة القتال.. ذهب وفي عينيه نظرات لم أفهمها إلا عندما جاءنا بعد عدة ساعات شهيداً جميلاً..جاء رفاقه يحملون جسده وخبر استشهاده قالوا أنه استشهد على جسر محردة بقذيفة دبابة بعد حوالي ساعتين من ذهابه.. رفع سبابته وراح يصرخ الله أكبر أصبت، الله أكبر أصبت, اللللله أكببر ولم يكمل جملته ليفارق الحياة.

وتابع أوس قائلاً: ركضت إليه وقبلت جبينه.. وجدت الشظايا على وجهه وكان مغمض العينين نائماً ورائحة دمائه الذكية قد ملأت جسده.

رحت أقول له ودموعي تحرق عيناي هل أنت سعيد يا خالد بأحلى خبر.. هذا هو أحلى خبر.. ها هي الروح قد فاضت لربها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل