“أبو عبدو”.. عيون على السماء لتحذير المدنيين من الغارات الوشيكة

فريق التحرير21 مارس 2018آخر تحديث :
تعتبر المراصد من أهم وسائل الإتصال الحالية في المناطق المحررة ـ عدسة سليمان طه

حمص ـ حرية برس:

منذ اندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد، التي أتمت عامها السابع، حمل ثلة من الثوار على عاتقهم مسؤولية رصد تحركات قوات الأسد، عبر “قبضات لاسلكية”، وذلك في دخولهم في مجال رصد ومن ثم تحذير المدنيين بالمناطق المحررة.

من هؤلاء “توفيق الباشا”، المكنى بـ ” أبو عبدو”، ابن مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، شارك في الثورة السورية ضد نظام الأسد منذ اندلاعها، “في شهر آذار من عام 2011”.

وجد “توفيق”، نفسه في مجال جديد ولد من بداية القصف الجوي والمدفعي بمختلف أنواع الأسلحة، ضد المدنيين في المناطق المحررة، وهو مجال “المراصد”، الذي يكمن في رصد حركة الطيران وتحركات قوات الأسد”.

وعن آلية عمل المراصد قال “توفيق الباشا”، في حديثه لـ ” حرية برس “، كان انضمامي للعمل في هذا المجال في الأيام الأولى من استهداف قوات الأسد للشعب الثائر، حيث منذ ذلك الحين، أعمل في مرصد في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي.

وأضاف “الباشا”، نقوم بربط عدة قبضات لاسلكية، عبر ترددات خاصة بالمراصد، و أن تواجدنا يكون على الخطوط الأمامية للجبهات، حيث نشاهد تحركات قوات الأسد عن كثب، وفي كثير من الأحيان نستمع لتوصيات قادة ميليشيات الأسد لعناصرها، التي تكون بمعظمها أوامر بقصف منازل المدنيين في المنطقة.

و بدوره أكد “أن العمل في المراصد خطير جداً، ويحتاج مجهود بدني كبير، ودقة في نقل التعميمات على الجهات المعنية بمجال الإسعاف والإنقاذ، المتمثلة بكوادر الإسعافات الأولية في المستشفيات الميدانية، وفرق الدفاع المدني، وذلك بالتنسيق معهم عن كثب”.

في حين نقوم برصد قوات الأسد قبيل قصفها المدفعي، وذلك مع تجهيزها للرمايات المدفعية ضد المناطق السكنية.

وفي هذه الأثناء نوجيه التحذيرات للأهالي، ما يؤدي لتقليل الخسائر البشرية، بعد إيعاز المراصد للمدنيين وقيامهم بفض التجمعات، والدخول للملاجئ”.

ولفت “الباشا” إلى تعرضه لعدة إصابات حربية نتيجة قصف قوات الأسد لأماكن تواجده، الأمر الذي نتج عنه مضاعفة صعوبة وضعه المعيشي”.

ويسكن مع عائلته المؤلفة من عشرة أشخاص، في منزل متواضع يفتقر لمعظم مقومات الحياة، حيث أن عمله في المراصد جعل على عاتقه التعامل مع وضعه الحالي بشكل مختلف، في ظل ظروف إنسانية صعبة.

ونوه “الباشا”، أن زوجته واطفاله يعانون من أمراض مزمنة منها معاناته مع “غسيل الكلى”، واعتبر هذا من التحديات التي ترافق عمله الميداني الحالي”.

يذكر أن المراصد الميدانية تساهم باعتبارها من أهم وسائل الاتصال الحالية في المناطق المحررة، بتنبيه وتحذير المدنيين قبيل قصف مناطقهم، ويُراقب عبرها تحركات الطيران ومدفعية نظام الأسد، ما يساعد في تأمين المناطق المحررة بشكل نسبي.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل