آذار الحلم.. يوم عرفت معنى الحياة

سمر بدر16 مارس 2018آخر تحديث :
سمر بدر

كيف أنسى، يوم عرفت معنى الحياة ؟!

تقويمي مارسي

اليوم فقط، بلغنا الثامنة من العمر نحن وثورتنا، ورغم عمرنا الصغير وخبرتنا المنعدمة، إلا أننا هززنا عروشاً ما كان يمكن أن تُمس، وهدمنا أصناماً لطالما عُبدت وقُدست.

أحيينا كرامات قُبرت، وأحلاماً وئدت، وآمالاً اغتيلت.

أعدنا للبلاد عزتها، ورونقها، وبسمتها، ولسوريا سوريتها.

أسسنا لأروع بناء ، وكان الحوار الوطني آخر حجر في ذاك الأساس.

تسامحنا من أجل الوطن، وتصافحنا من أجله.

سعينا نحو التعايش مع الجميع.

جعلنا من أجسادنا حبالاً نرميها لغيرنا لنسحبهم من مستنقعات التخلف والتطرف والانزواء.

تحالفنا وعاونّا ودافعنا وأحببنا من أجل الأمة وأجيالها.

وفي لحظة ضعف تعتري كلّ جسد، بعد كلّ عناءٍ وتعب، ومشقة ونصب.

انقلبت الطفيليات التي تغذت على لقمنا، وارتوت من دمائنا، وصعدت على رموش عيوننا، على أحلامنا – أحلامنا جميعاً – ومستقبلنا – مستقبلنا جميعاً.

هذه الكلمات ليست مخدراً ولا وهماً، وأعرف تماماً أن تكالب الأمم على الغوطة اليوم وعلى حمص بالأمس وسائر المدن السورية ماهو إلا بسبب تكالبنا على بعض وتقديسنا لدكتاتوريات نحن صنعناها ثم سلمناها رقابنا.

فقط عندما تأملنا بهم خيراً (داعش) سابقاً واليوم فصائل لا نعرف من أين وكيف وجدوا؟ وماذا يفعلون.

هم فقط قطاع طرق لا أكثر.. بمعنى آخر “تشبيح”

سيقول أحدهم: “لا أحد من حقه التكلم عن حياة البسطاء وهو لا يعيش معهم وأن الثورة وئدت وأننا تخلفنا أعواماً كثيرة وقصم ظهرنا لآخر العمر بفقد أحبتنا…”

هذا كله صحيح.. لكن الثورة فكرة بل ومضة بعيداً كل البعد عن الأدب والكلام المعسول.

الثورة أعمار وأجيال.

هنا يعود مارس كمحطة تزود دورية لمن يعي، وتنقية وتطهير سنوية.

لتقوم الإعوجاج، وتجهز سفينة العبور، إلى ذاك الشط…

هي الحب والعجز والضعف هي حلمنا الذي لن يموت .. هي أنا و أنت بأجمل صورنا.. بأجمل صورنا.

لا ندم على فعل الثورة.. كلّ مارس وأنت معي أجمل وأنا دونك لا شيء..

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل