“محمود”.. حكاية ثائر قدم أخويه وروحه في معارك ريف حمص

فريق التحرير24 فبراير 2018آخر تحديث :
مع تزايد المظاهرات واصرار النظام على مواجهة الشعب الأعزل بالحديد والنار، ازداد نشاط “محمود” الثوري

حمص ـ حرية برس:

منذ اندلاع احداث الثورة السورية في عام 2011، التي خرج الشعب السوري مطالباً من خلالها بالحرية والكرامة، ومعها بدء تساقط الشهداء مخلدين قصصهم في ذاكرة السوريين، الذين ووجههم نظام الأسد بقتلهم بتدمير مدنهم.

لكل شهيد في الثورة قصة شاهدة على حجم التضحيات التي لا تُقارن بشيء، من هؤلاء، ابن مدينة “تلبيسة”، في ريف حمص الشمالي، “محمود الحمادة”، والمعروف بـ ” أبو فرج”، الذي بدأت حكايته كثائر في المدينة التي خرجت مبكراً في الحراك السلمي خلال الثورة السورية.

شارك “محمود”، في أولى المظاهرات المندلعة في المدينة، وذلك بعد إنهاء خدمته الإلزامية في الكلية البحرية، حيث تزامن هذا مع بداية الاحتجاجات التي دائب على تنظيمها والخروج فيها.

ومن هذه التظاهرات، التي سقط فيها أول الشهداء في المدينة، مظاهرة واجهت رتلاً عسكرياً ضخم لقوات الأمن والشبيحة، حيث خرج “محمود”، مع رفاق الكفاح نحو الطريق الدولي، (حمص – حماة )، بعد تنظيم مظاهرة كانت تجوب أرجاء المدينة، وانطلقت لقطع الطريق على قوات النظام، الذي واجهها بالرصاص الحي، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، في ظل وضع أمني صعب جداً.

ومع تزايد المظاهرات واصرار النظام على مواجهة الشعب الأعزل بالحديد والنار، ازداد نشاط “محمود” الثوري، ومع من خلال مواجهة عنف النظام الشديد مقابل مطالبهم، والدخول في صراع مسلح دموي لم يعرفه العالم منذ الحرب العالمية في القرن الماضي.

في هذه الأثناء تم تشكيل كتيبة عسكرية تحت مُسمى ” كتيبة جعفر الطيار “، ويُعتبر أول تشكيل عسكري في سوريا، وكانت من مهامه حماية المظاهرات السلمية، ومن ثم المشاركة في تحرير المدينة التي تعرضت لاجتياح بري من قبل قوات الأسد، لمواجهة الاحتجاجات في المدينة الثائرة.

في حين انتقل “محمود”، إلى ثائر يحمل السلاح ضد قوات النظام، ضمن هذه الكتيبة، والمشاركة في العمليات النوعية وثمّ تحرير المدينة من قبضة قوات النظام، التي اجتاحت المدينة عقب اندلاع المظاهرات السلمية.

ونتج عن تشكل الكتائب الثورية في المدينة تحريرها، بعد معارك عنيفة جداً استمرت لأيام، نجح الثوار من خلالها بالسيطرة على المدينة وريفها، وطرد قوات النظام منها.

يأتي ذلك تزامناً مع اطلاق قوات النظام عملية التصعيد العسكري، انتقاماً من الأهالي على تحرير مدينتهم، إلا أن أغلب السكان كان يجهل مصدر القصف الصاروخي الغير معتاد آنذاك، وبقي “محمود”، كغيره من الثوار في المدينة يحملون قضية اضحت من مسؤولياتهم.

ومن أهم المراحل التي مر بها “محمود”، خلال مشاركته في الثورة السورية، إصابته الخطيرة في ساقه والتي تعرض لها جراء قصف قوات النظام لمدينة تلبيسة، وهذا مع بداية الحملة العسكرية الاولى ضد المدينة.

كما أن استشهاد والده ” فيصل”، كان له أثراً كبيراً في سيرة كفاحه، والد “محمود”، الذي كان يعمل في محله التجاري، واثناء خروجه للحصول على بعض البضائع، لاستمرار عمله، إلا أن قذائف الأسد منعت ذلك، بعد استهدافه بقذيفة دبابة متقدمة من حاجز “الملعب” شرقي مدينة تلبيسة، استشهد على إثرها.

بينما كان ” محمود “، يودع الكثير أصحابه الثوار رفاق السلاح والكفاح واحداً تلو الأخر، إلا أن حرب النظام الشاملة ضد المدن الثائرة، نتج عنها قيام “محمود” بتوديع اثنين من اخوته، استشهدوا على جبهات القتال ضد قوات الأسد التي تحاول التسلل نحو المناطق المحررة.

كل هذا كان لزاماً على “محمود” الاستمرار في الحراك الثوري، ضد قوات الأسد، حيث لم يغب طيلة الفترة التي حمل فيها قضية الشعب الثائر، عن جبهات القتال، وختم حكايته الثورية باستشهاده على احدى تلك الجبهات.

يأتي ذلك عقب، تصعيد عسكري من قبل قوات الأسد على “جبهة الهلالية”، الجبهة الغربية لمدينة “تلبيسة”، حيث استهدفته قوات الأسد بطلقة قناصة ” حرارية” استقرت في رأسه، أدت لاستشهاده على الفور، خاتماً بذلك سيرة ثائر، عاش احداث الثورة السورية، وانضم لجميع قوافلها بما فيها قوافل الشهداء.

 

الشهيد “محمود الحمادة”
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل