المرض يحاصر الطفل “جلال” وحلقات المعاناة بريف حمص تشتد

فريق التحرير20 فبراير 2018آخر تحديث :
أبو جلال يتمنى الموت على جبهات القتال لعدم احتماله مشاهدة إبنه يموت أمام عينيه
اسماعيل الأحدب ـ حمص ـ حرية برس:
تزداد وطأة المصاعب التي يواجهها سكان ريف حمص الشمالي الواقع تحت حصار نظام بشار الأسد الغاشم والميليشيات الموالية له، وتزداد معها المشاكل التي يعانيها المحاصرون على مختلف الأصعدة لا سيما الصحية منها خصوصاً مع قلة توافر الأدوية ونقص الأجهزة الطبية المترافق مع شغور بعض الاختصاصات من الأطباء.
الطفل “جلال حربا” هو واحد من مئات الأطفال الذين انعكست سلبية تلك المشكلات عليه وكادت تفقده حياته حين أصابته حمى شديدة تطورت إلى مراحل خطيرة، استقرت في رأس الطفل مما أدخله في غيبوبة استمرت ستة أيام كاملة عجز فيها الأطباء عن إيجاد علاج مناسب لحالته المرضية نظراً لعدم توفر جهاز رنين مغناطيسي ضمن نطاق الريف الحمصي يقوم بتصوير رأس الطفل وبناء على تشخيص الصورة يتم تقييم الحالة والبدء بالاستطباب العلاجي.
نصح الطبيب أسرة جلال الفقيرة بإخراجه إلى مناطق سيطرة النظام لاستكمال العلاج، كما وأمر الطبيب والد الطفل أبو جلال بتأمين مبلغ نصف مليون ليرة سورية كحد أدنى نظراً لارتفاع أسعار الصور والتحاليل وأجور المشافي في مدينة حمص المحتلة.
خرج أبو جلال حائراً فيما يفعل وهو إنسان بسيط انشق عن صفوف قوات الأسد مطلع ثورتنا المباركة والتحق بصفوف الجيش الحر، كان يعمل قبل الثورة بائعاً مأجوراً في أحد محال الألبسة وأصبح يعمل خارج أوقات رباطه في تعشيب وحصاد الأراضي الزراعية، وهو عمل لا يكاد يكفي قوته اليومي.
حاول أبو جلال تأمين بعض المال من خلال بيع مقتنياته المنزلية والاستدانة من أصدقائه الفقراء مع المساعدة المالية التي قدمها له شقيقه استطاع تأمين مبلغ مئة وسبعة آلاف ليرة سورية كانت كفيلة بذهاب جلال للعلاج واستفاقته من الغيبوبة، ولكنها لم تكن كافية لشفائه التام نتيجة عدم استكمال المراحل العلاجية بسبب نقص المورد المالي.
ومازال جلال إلى الآن يعاني من آثار عدم استكمال العلاج، وتعصف به من حين لآخر نوبات عصبية شديدة تستلزم دخوله المشفى الميداني لعدة أيام، كما وأنني شهدت إحدى نوباته العصبية حين كنت مرافقاً لوالدي المصاب، انفطر قلبي على ذلك الطفل ووالديه الذين أجهشا بالبكاء حتى هدأت حالته.
وفي سياق حديثي مع أبو جلال عنه وعن طفله المريض أكد لي أنه يتمنى الموت على جبهات القتال لعدم احتماله مشاهدة إبنه يموت أمام عينيه ورؤية نظرات اللوم الصامتة في أعين زوجته في ظل عجزه عن تأمين المال اللازم لعلاج طفله من مرضه العصبي.
وليست قصة جلال إلا جزء من واقع مرير تشهده الأسر المنكوبة في ريف حمص الشمالي والسؤال يطرح نفسه هنا: ماذا يفعل مئات المعارضين السوريين المقيمين خارج البلاد؟، وبما أنهم يمثلون الشعب السوري في الداخل فهم المسؤولون عن تأمين متطلباته الصحية وتوفير أجهزة طبية وطاقم طبي متكامل يخدم أكثر من نصف مليون محاصر في الريف الحمصي.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل