مريم الدالي.. شهيدة الأمومة

فريق التحرير4 فبراير 2018آخر تحديث :
علي عز الدين - حرية برس
الشهيدة مريم الدالي

تعددت القصص والرموز الإنسانية بين ثنايا مدينة الرستن شمال حمص، وتركت أثراً باقياً داخل نفوس أهل المدينة .. منهم من افتدى الرستن بروحه، ومنهم بماله، وأشياء كثيرة أخرى في سبيل نيل الحرية والكرامة .. فكانت فاتورة الدفاع عن الوطن وأهله إما التهجير للهرب من القصف والموت الممنهج الذي يمارسه نظام الأسد وميليشياته، أو الرزوح تحت كافة ظروف الحرب في حضن الوطن، وفي أفضل الأحوال تكون وجهة الهجرة باتجاه الجنة على خُطى الشهداء حيث الراحة الأبدية، تماماً كوجهة “مريم الدالي” شهيدة الأمومة ..

بدأت قصة الآنسة “مريم الدالي” ابنة مدينة الرستن عند إتمامها دراسة رياض الأطفال وشروعها بالعمل في أحد روضات الرستن حيث التفتت لتربية الأطفال وتدريسهم، وعند انطلاق الثورة السورية انتقلت “الدالي” للعمل في مكتب رعاية الطفولة والأمومة وذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً بإدارة الآنسة “مها أيوب” حيث كان لها تأثير خاص في المكتب، بالإضافة لزملائها ولاسيما مديرة المكتب و رفيقة دربها التي شاركتها كافة ظروف الحرب والجوع والقصف التي لم تزدها إلا عزيمة و إصراراً.

حظيت “الدالي” بقدر كبير من المودة والاحترام والسمعة الطيبة من المحيط المحلي والمقربين منها، وبحسب “محمود الدالي” أحد أقارب الشهيدة فإن “مريم” تُعتبر أيقونة للمرأة “الرسناوية” صاحبة العزيمة والنخوة والتي لم تثنها أصعب الظروف عن أداء واجبها تجاه الوطن. وأضاف “محمود”: “لقد جسّدت مريم معنى المرأة الرسناوية التي تقف جنباً إلى جنب مع الرجال منذ بداية الثورة السورية وتركت بصمة أبدية في مدينة الرستن”.

وفي السياق ذاته تقول الآنسة “مها أيوب” مديرة مكتب رعاية الطفولة والأمومة: “لقد كانت الآنسة والمربية مريم بجانبي على الدوام كصديقة و أخت، كانت عيناها تنشر الأمل فينا وشفتاها لا تنفكّان ترددان كلمات التوحيد ولاسيما في الأوقات العصيبة تتعالى كلماتها “إلنا الله”.

وأضافت: “لم أتوقع يوماً أن تتركني مريم وترحل، ولكننا على العهد باقون و سنتابع الطريق الذي بدأته معنا مريم من تربية الأطفال و رعايتهم، وسنظل متشبثين بالأمل الذي كانت تبثه في نفوسنا”.

اغتالت أيادي الغدر المربية “مريم الدالي” أثناء قيامها بتوزيع الألبسة للأطفال الأيتام حيث أُصيبت بقصف لقوات الأسد على مدينة الرستن، ووافتها المنية بعد أكثر من ثمانية أيام من إصابتها في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.

يُذكر أن الآنسة مريم ليست الناشطة الأولى التي قتلتها أيادي النظام الحاقدة، بل سبقتها زميلتها أيضاً المربية والآنسة “منال اليوسف” نتيجة قصف لطائرات الأسد على مدينة الرستن شمال حمص.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل