حماة.. مجزرة وثّقت بدماء ضحاياها

محمود أبو المجد2 فبراير 2018آخر تحديث :
محمود أبو المجد

36 عاماً مرت ولا زالت ذاكرة السوريين تدور في أحياء وأزقة تلك المدينة التي قالت لا لحكم العسكر ولا لحكم الديكتاتور، والتي شهدت مجزرة صمت العالم عنها أجمع ومعظم شهودها أموات.

من شاهد تلك المجزرة صمت خوفاً أو هرب من الظلم الذي لطالما استمر، مجزرة حماة ومن لم يسمع بتلك المجزرة التي كانت في الثاني من شباط من عام 1982 حيث اتبع نظام حافظ الأسد في ذلك الوقت سياسة الأرض المحروقة من قتل ونهب وتدمير عبر مجموعاته التشبيحية التي عاثت فساداً في شوارع المدينة، وقد استمر القصف من دباباته ومدفعيته لمدة 27 يوماً صمت فيها العالم ولم ينبس ببنت شفة برد الظلم والعدوان عن المحاصرين في داخل المدينة.

تقع مدينة حماة في وسط سوريا وبلغ تعداد سكانها آنذاك 350000 نسمة تقريباً وبعد مرور اللحظات والساعات والأيام وعودة الناس للملمة جراحهم تبين أن عدد القتلى يفوق 30000 ضحية عدا عن المفقودين والمغيبين في أقبية السجون ليومنا هذا وحسب الإحصائيات فإن عدد المفقودين بلغ أكثر من 15000 مدني لم يعرف مصيرهم.

ولم يقتصر الأمر في مجزرة حماة على قتل البشر إنما وصل لتدمير الحجر والحضارة الإنسانية حيث تم تدمير ما يقارب 88 مسجداً و 3 كنائس، ففي ذلك الوقت أرسل نظام حافظ الاسد سرايا الدفاع بقيادة أخيه رفعت الأسد وحشد ألوية ومدرعات لقصف المدنيين الذين قتلوا في الشوارع دون ذنب سوى أنهم قالوا لا للظلم، وفي ذلك الوقت كان من أبرز رؤوس النظام عبد الحليم خدام و الذي كان نائباً للرئيس ومصطفى طلاس وزيراً للدفاع وفاروق الشرع وزيراً للخارجية ومحمد حربا محافظاً لحماة.

مجزرة حماة ستبقى شاهداً على إجرام نظام الأسد ورؤوسه الذين انفضح حجم فسادهم ووحشيتهم مع بداية الثورة السورية التي كشفت عن ظلمه وحجم إجرامه. هي مجزرة مرت كما تمر مجازر كثيرة في الثورة السورية كتبت بحبر من دم وستبقى إلى قيام الساعة حين يمثل الجميع أمان العادل ليقتص المظلوم من الظالم

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل