سوتشي.. السقوط المدوي

فريق التحرير30 يناير 2018آخر تحديث :
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يلقي كلمة في افتتاح مؤتمر سوتشي – سبوتنيك

حرية برس:

انتهى مؤتمر سوتشي الذي حشدت له روسيا كل طاقاتها السياسية والعسكرية، على أمل الوصول إلى تسوية تناسب دورها في إنعاش النظام وقتل السوريين وأبنائهم، إلا أن المؤتمر لم يحقق أدنى التوقعات المأمولة منه، على الرغم من تخفيض موسكو لسقف توقعاتها قبيل انعقاد المؤتمر بأيام.

وشكلت مقاطعة هيئة التفاوض، ورفض الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ضربة موجعة لموسكو قبيل انعقاد المؤتمر، كما أن الخلافات التي برزت بين أنقرة وموسكو ساهمت إلى حد كبير بتقويض ما تبقى من تطلعات الأخيرة، عدا عن اعتراض المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا حول اللجنة الدستورية.

وأصبح المؤتمر وكواليسه مادة دسمة للتندر عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث استعرض السوريون صوراً للمشاركين مرفقة بتعليقات ساخرة وغاضبة وشامتة أيضاً.

ولم يسفر المؤتمر سوى عن تشكيل “لجنة دستورية” مهمتها صياغة الإصلاح الدستوري، والمساهمة في التسوية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254، أي بما لا يتعدى إطار محادثات جنيف.

ومع انتهاء المؤتمر، أبدى العديد من السوريين فرحتهم بما وصفوه السقوط المدوي لسوتشي، حيث علق المفكر السوري برهان غليون قائلاً: “السقوط المدوي لمؤتمر سوتشي جاء اكثر بكثير مما كنا نتوقعه ونتمناه. قبل اي تعليق او تحليل أودّ ان ابارك للسوريين، مواطنين ونشطاء احرارا، هذا النصر السياسي الكبير الذي صنعوه بصمودهم في وجه ابتزاز القوة، وإيمانهم بحقهم في الحرية، ورفضهم التفريط بمباديء ثورتهم المجيدة، واستعدادهم الذي لا يجارى للتضحية والبذل في سبيل كرامتهم ومستقبل ابنائهم. هنيئا لكل من شارك في هذه الحملة الوطنية لاسقاط سوتشي، وليكن هذا الإنجاز منطلقا لاستعادة المبادرة السياسية ضد جميع قوى الطغيان المحلية والأجنبية. باتحادكم وتعاونكم تصنعون المعجزات”.

من جهته قال عمر إدلبي رئيس تحرير “حرية برس” أن “سوتشي … سقط .. وسحب معه إلى القاع شخصيات وتيارات لطالما لطخت وجه الثورة. يبقى أن نكنس هذه القمامة.. لأنها بلا خجل ولا حياء ولن تغرب عن وجه الثورة من تلقاء نفسها”.

وقال الباحث السوري حمزة المصطفى واصفاً المؤتمر “‫باختصار، حثالة سورية على مدار أربعة عقود اجتمعت اليوم في سوتشي: الشبيحة، مجرمو الحرب، الراقصات، الممثلات والممثلون المرتبطون بالأجهزة الأمنية وبنوادي التل، تجار المعارضة، الطامحون الانتهازيون، شيوخ الغفلة، بقايا الإخوان والعشائر، العملاء، الدنادين للدول الداعمة.‬ ‫باختصار أكثر، مؤتمر عهرة سورية”.‬

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل