سمر بدر تكتب: عصر آخر

سمر بدر22 يناير 2018آخر تحديث :
سمر بدر

أحبك جداً …

أحبك بكلّ ما أوتيت من أنانية

أحبك لأكمل ما ينقصني من رقيّ وألق

لأعيد الترتيب الروحي المبعثرة .. لأعيد لمدينة فؤادي ما ضاع في ويلات حروبي السابقة .. لتزدهر مدينتي بك ولَك ..

أحبك على طريقة سورية بحتة .. “أحتفظ بحق الرد في الزمان و المكان المناسبين” ثم لا سورية قادرة على أن ترد ولا الاعتداءات توقفت ..

وعندما تقترب أحدث نفسي أن اغفري له .. لكنه ككلّ مرة يذهب للطابق الثاني مسرعاً .. ولا يلحظ وجودي ..

فمن أحبه ينشغل عني بالدراسة أو حتى بالسياسة وتفصل بيننا رزم من الأوراق ..

عندها أغضب على الوطن والسلم الأكاديمي .. وعلى جامعة دمشق

بل أنني أكره الحضارة والسياسة وكتب التاريخ وقد أكرهك ..

أدخل لصفحتك الإفتراضية تلك ..لا أقرأ شيئاً مما تكتبه فقط أقرأ بعمق عينيك .. أسألهما كل الأسئلة كي أحقد عليك .. كي لا أجد رداً على أسئلتي .. لكنني ككلّ مرة أتفاجئ بالجواب الشافي من تلك النظرة .. وددت الليلة أن أعيد ترتيب حواسك وأمامها أعجز .. بل هي من تعيد رسم الكلمات ورسم ليلتي ..

فأحلم صحواً لو كنا بدائيين في غابة .. لو احتوانا سحيق الزمان .. فلا يكون المرء مجبراً على فراق قلبه كل تلك الساعات والأيام ..

أحلم لنا بدولة لا رجال فيها ولا نساء .. حتى يتيح لنا الوقت سبر أعماقنا الخفية ويتيح لي الفراغ قوة لاستخلاص ضحكاتك السابقة التي لم أكن عندها في حياتك .. تلك الضحكات الكامنة في ثغرك المتحكم بمزاجي ..

وأحلم أن يوقظنا نفاذ النوم .. لأنظر نحوك وأجد أن الشمس قد سلطت على وجهك بقعة ضوء مشوبة بظلال الغصون ..

أحلم أن نقضي نصف اليوم تهرب مني وأهرب منك وأتبع بصمة عطرك .. وأقتفي آثار قدميك في الطرق المبللة .. من يدري قد ينتهي بنا الأمر في شاطئ بحر .. ويستوي خلف خط عينيك الشفق..

حينها .. ربما يا حبيبي .. إذا امتزجت بدائيتي المؤمنة بالخرافة .. بجمال عينيك في لحظة مغيب .. ربما حسمت قناعتي .. أن الشمس قد ولدت يوماً ما من بقعة من وجهك!

وأنا سأبقى أكره السياسة والعلم والحضارة .. حين تنشغل عني بمحاضرة وتفصل بيننا رزمة من الأوراق ..!

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل