ارتفاع عدد ضحايا الثلج بين النازحين للبنان إلى 15 معظمهم نساء وأطفال

فريق التحرير21 يناير 2018آخر تحديث :
جثث تعود لسوريين على الحدود السورية اللبنانية – الصورة عن عنب بلدي

حرية برس:

عثر اليوم على جثتين إضافيتين للنازحين السوريين الذين كانوا يعبرون طريق التهريب بين سوريا ولبنان ليرتفع عدد الضحايا إلى ١٥ بعد أن كان البارحة ١٣ شخص.

 

وقال الزميل الإعلامي أحمد القصير لـ “حرية برس” أن غالبية من قضوا في هذه الفاجعة من النساء والأطفال وهم (1- فاطمة محمد الأحمد الواوي2 – حسن عبد الجابر 3 – شيماء أحمد حمود 4 – حليمة محمد الرمضان 5 – وضحة جاروش العيسى 6 – عائشة جاسم الموسى 7 – ابنة عائشة وعمرها ست سنوات 8 – عنود محمد الصحين 9 – دلال شهاب العبد 10 – ياسر نعمان المحمود 11 – جاسم محمود الخالد 12 – حسنة خليف عبد العزيز) بالإضافة لجثث لم تعلن السلطات اللبنانية عن أسماءها بعد.

وأضاف “القصير” أن المجموعة التي كانت تعبر الحدود اليوم بين سوريا ولبنان كانت عبارة عن ثلاثين شخصاً، توفي منهم خمسة عشر شخص نتيجة البرد، وهناك معلومات من الدفاع المدني أفادت بإنقاذ ثلاثة أشخاص اسعفوا إلى مشفى الأطباء في المنارة، بالإضافة لفقدان الباقين إلى الآن، حيث نشط الدفاع المدني اللبناني طيلة اليوم بالبحث عنهم، وفي النهاية لم يستطيعوا ايجادهم مما اضطرهم للنزول نتيجة سوء الاحوال الجوية، وسوء الرؤية، ووجه “القصير” الشكر للدفاع المدني على المجهود الذي قام به.

القصة كاملة:

وروى الشيخ عبد الرحمن العكاري رئيس الهيئة العامة لمتابعة شؤون اللاجئين لـ “حرية برس” القصة نقلاً عن لسان من نجا قائلاً:

على باب أقرب بيت طرق أحدهم مستنجداً بسكانه نحو الرابعة فجراً، الجمعة في 19 كانون الثاني، إلا أن صاحب البيت (العسكري)، رفض أن يأخذ على عاتقه مسؤولية مساعدة المخالفة الجزائية للأشخاص المهربين، فأعطاه زوج جوارب وبعض الطعام، وطلب منه المغادرة، قبل أن يسمع صوت كسر زجاج سيارته التي كانت مركونة في المكان، حيث تهافت عليها الناجون، محاولين الاحتماء من برودة الرياح التي اشتدت سرعتها.

بين هؤلاء كان الراعي (25 سنة)، الذي لم تكتمل مغامرته هذه المرة، بل فارق الحياة خلال نقله إلى المستشفى، بالإضافة إلى محمد ورجل آخر، نقلهما الجيش مع عبير إلى المستشفى، فيما فر الراعي الثاني أثناء محاولة الجيش توقيفه، ليبقى “المهرب” الأكبر حراً طليقاً ينعم بالدفء في بيته، ويخطط ربما لأرباح إضافية يجنيها من عمليته التالية.

استنفرت أجهزة مخابرات الجيش والقوى الأمنية والدفاع المدني لإنقاذ من بقي حياً وجمع الجثث، فعثر على بعضها قرب مكب نفايات الصويري، والبعض الآخر قرب خزان مياه البلدة، حيث وجدت أيضاً جثة ابنة الست سنوات، فيما بقي آخرون يجاهدون حتى الرمق الأخير ليسقطوا عند أقرب منحدر مطل على بلدة الصويري.

رابطة دعاة بلاد الشام تطالب بتحفيف القيود المفروضة على دخول السوريون إلى لبنان:

بدورها نعت “رابطة دعاة بلاد الشام” المتوفين مؤكدة في بيان صدر عنها أنها “لم تكن الحالة الأولى، فقد تكررت هذه الأحداث” مضيفة ” أن ما حدث اليوم “أفظع إذ أن الضحايا جلهم أطفال ونساء” وتقدمت الرابطة إلى الدولة اللبنانية برجاء “إنهاء هذه المأساة الإنسانية” من خلال “السماح للحالات الحرجة بالدخول عبر حدودها” كما طلبت أيضاً بـ “محاربة تجار البشر (المهربين)”.

وناشدت رابطة “دعاة بلاد الشام” المنظمات الإنسانية بما تبقى لديها من إنسانية أن تتدخل للحؤول دون تكرار هذه المأساة الإنسانية بالمساعدة قدر الامكان.

وتقدم الشيخ “العكاري” من الأجهزة الأمنية المعنية راجياً أن يتم تخفيض القرارات الصارمة التي يعجز عنها الكثير، مما يضطرهم للدخول عن طريق التهريب، كما أن تقليص القرارات حسب حاجة الناس هو أمر جيد للأمن اللبناني، فبهذه الطريقة وحين يدخلون بطريقة شرعية، فإن الأمن اللبناني يستطيع معرفة من يدخل إلى لبنان، بينما الآن لا يمكنه معرفة من يدخل عن طريق التهريب، وفي هذا خطر على أمن لبنان، فقد يدخل أشخاص لا نعرف لمن يتبعون، ويمكن أن يكونوا قد أرسلوا من منظمات إرهابية مثلاً، لهذا نرجو أن يتم إعادة النظر في الشروط الجديدة وتخفيفها فهو أمر جيد لأمن لبنان أيضاً.

لماذا اللجوء لسلوك طرق التهريب؟

بعد تشديد الدولة اللبنانية شروط دخول المواطن السوري إلى لبنان، اضطر النازحون السوريون لسلوك طرقات غير شرعية عبر الجبال للدخول إلى لبنان، بسبب رفض دخولهم من المعابر الشرعية للدولة اللبنانية لأسباب مختلفة، منها مثلاً عدم اكتمال أوراق الدخول أو بسبب المبلغ المالي المفروض عليهم أو لعدم امتلاكهم حجز فندقي، أو يأتي الرفض من بعض عناصر الدولة اللبنانية الموجودين على المعابر نتيجة مزاجية وتصرفات فردية منهم، وليس بسبب القانون.

 

وكانت مديرية الأمن العام قد أصدرت شروطاً جديدة تشدد على دخول السوريون إلى لبنان.

 

طرق التهريب ومخاطره:

وعلمت “حرية برس” من مصادر مطلعة أن هناك طريقان للتهريب من سوريا إلى لبنان، الأول شمالاً عبر قرية مجدل عنجر اللبنانية ويبلغ طوله حوالي اثنان كيلو متر والثاني إلى الجنوب عبر قرية الصويري، والتي وجدت الجثث فيها يوم أمس ويبلغ طوله حوالي ثلاثة كيلومترات.

وأضافت المصادر أن السوريين الذين يحاولون الدخول بطريقة غير شرعية إلى لبنان يتعرضون لأخطار جمة، فبعضهم يقع ضحية الألغام، وسجلت عدة حالات بتر للأطراف بسبب الألغام، والبعض الآخر يتعرض لإطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الأسد، وقد يقعون من على الصخور أو يموتون نتيجة البرد، بالإضافة للتعرض لأخطار التشليح من قبل المهربين أنفسهم وأحياناً تتعرض النساء للاغتصاب، وتوجد دعاوى في المحاكم اللبنانية ضد المهربين لهذه الأسباب.

واعتصم يوم أمس أهالي مجدل عنجر أمام نقطة المصنع الحدودية، مطالبين الدولة اللبنانية بتخفيف الشروط المفروضة على دخول السوريين إلى لبنان كي لا يضطروا للدخول عبر طرق غير شرعية وخطرة، كما طالبوا بإلقاء القبض على المهربين، وكثير منهم معروف من قبل السلطات اللبنانية، وبعضهم ينسق مع حزب الله من أجل اختطاف شخصيات محسوبة على المعارضة وتسليمها له.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل