الهجوم التركي على المليشيات الكردية المدعومة أميركياً “أصبح وشيكاً”

رانيا محمود17 يناير 2018آخر تحديث :

ترجمة: رانيا محمود – حرية برس:

تناول كل من الصحفي “مارتن تشولوف” الذي يغطي قضايا الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مراسل صحيفة “غارديان” في الشرق الأوسط “كريم شاهين”، التوترات الأخيرة بين تركيا والولايات المتحدة في سوريا، ونقل الصحفيان أن القوات التركية تضع بالقرب من الحدود السورية اللمسات الأخيرة على خطط مهاجمة الشركاء الأكراد للجيش الأميركي في الشمال السوري، في الوقت الذي تقترب فيه التوترات بين أنقرة والولايات المتحدة إلى مستويات غير مسبوقة.

 

ونقل الصحفيان في تقريرهما في صحيفة الغارديان البريطانية تهديد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بأنه سيدمّر جميع أوكار الإرهاب، واعتبر الصحفيان بأن هذا التهديد يأتي في إشارة إلى المليشيات الكردية التي استخدمها الجيش الأميركي كوكلاء في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والتي تراها تركيا كتهديد مدمر.

 

و نوّه الصحفيان إلى أن الضغوطات ازدادت على الأكراد الذين اختبروا العلاقات بين حليفين بالاسم على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وتفاقمت هذه الضغوطات في نهاية الأسبوع عندما أعلنت واشنطن بأنها ستشكّل قوة حدودية مؤلفة من مليشيات “قسد” التي تسيطر عليها الـ “PYD” والتي قادت المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا.

 

وأشار كل من “تشولوف” و “شاهين” إلى أن أنقرة تعتبر هذه المليشيات امتداداً لحزب العمال الكردستاني التركي “PKK”، الذي حاربت تركيا تمرده لمدة أربعة عقود، ولفت الصحفيان أن تركيا تعهدت بعدم السماح للمنظمات الإرهابية الكردية بالسيطرة على حدودها مع سوريا.

 

ويرى الصحفيان أن المنطقة الأكثر احتمالاً للهجوم العسكري من قبل القوات التركية، هي الكائنة بين بلدتي عفرين ومنبج على طول 60 كيلومتر، وهي واحدة من أكثر المناطق المتنازع عليها بمرارة خلال الصراع بسوريا. كما اقترحت القوة التي تدعمها الولايات المتحدة لغزو شمال شرق سوريا، والتي لا يُعتقد أن أنقرة ستستهدفها بهجوم برّي.

 

و يعتبر الصحفيان أن هذه الخطوة تهدف إلى خلق إسفين رمزي بين الشمال الشرقي وحضور كردي أصغر على الحدود الشمالية الغربية لسوريا، كما أنها ستراهن على وجه جديد للعلاقات بين أردوغان وإدارة ترامب التي تدهورت بشكل مطرد حول القضية الكردية.

 

و نقل الصحفيان قول أردوغان بأنه لم يتشاور مع ترامب بشأن أية عمليات مخطط لها، موضحاً : “في المرة الأخيرة التي تحدثنا فيها، قال بأنه سيراجعني، إلا أنه لم يفعل ذلك حتى الآن، لذلك فأنا لا أنوي الاتصال به. سنقوم بتدمير جميع أوكار الإرهاب في سوريا في فترة زمنية قصيرة، واحداً تلو الآخر، بدءاً من مناطق عفرين ومنبج. وإن أولئك الذين قاموا بطعننا في الظهر، ويظهرون كحلفاء لنا لن يستطيعوا منعنا من ذلك”.

 

و نوّه الصحفيان إلى قول أردوغان بأن هذه العملية ستكون مشتركة بين الجيش التركي وقوات المعارضة السورية التي تدعمها أنقرة. وذكر الصحفيان أيضاً بأن أردوغان حثّ حلف الناتو على العمل لحماية الحدود التركية، وأشارا إلى أن وزير الخارجية التركي ذهب إلى انتقاد أبعد من ذلك، فهاجم إدارة ترامب قائلاً أنه ينبغي على واشنطن توضيح فيما إذا كانت تختار البقاء مع حلفائها أو مع الجماعات الإرهابية”.

 

و شرح الصحفيان عن دور أنقرة في الحرب السورية حيث كانت من أبرز مؤيدي المعارضة المعادية للأسد منذ أواخر عام 2011، وتسليح قوات المعارضة والسماح للمعارضة السياسية بتنظيمها. و أصبحت مشاركتها أكثر مباشرة في منتصف عام 2016، عندما أرسلت قوات لمحاربة داعش وتأسيس نفوذها في نفس المنطقة التي تنوي غزوها.

 

و يرى الصحفيان أن الخوف التركي بين الحين والآخر هو طموح الأكراد لإقامة إقليم حكم ذاتي على طول الحدود الشمالية السورية.  ونوّه الصحفيان إلى أن الأكراد السوريين يدّعون بأنه لا يوجد صلات بينهم وبين حزب العمال الكردستاني، لكنهم يتلقون دعماً كبيراً منه، ويتبعون زعيمه عبد الله أوجلان الذي سُجن في جزيرة قبالة إسطنبول منذ ما يقارب العشرين عاماً.

 

و ذكر الصحفيان مشاركة الأكراد السوريين في الحرب السورية حيث قادوا حملة مدعومة من الولايات المتحدة للإطاحة بتنظيم الدولة الإسلامية في عاصمته المزعومة في الرقة، وانتهت هذه المعركة في الخريف.  وذكر الصحفيان في تقريرهما الصحفي قضية الأسلحة التي كانت أميركا تزوّد الأكراد السوريين بها مشيرين إلى أن أردوغان حاول مراراً وتكراراً الوصول إلى تعهّد من إدارة ترامب بوقف توريد الأسلحة للأكراد في أعقاب حملة الرقة . و تعهدت الولايات المتحدة بأن تطلب من حلفائها تسليم السلاح بمجرد انتهاء الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال مسؤول تركي رفيع المستوى لصحيفة الجارديان: “إنه أمر مثير للسخرية لا يمكنه الحدوث حتى لو أرادوا ذلك. فقد تم محو جميع الأرقام التسلسلية للأسلحة”.

 

و بالحديث الذي تناوله الصحفيان عن موقف النظام السوري وحليفته روسيا حول العمليات التركية العسكرية المرتقبة في سوريا، فهناك دعم للخطة التركية على اعتبار أنها تحد من النفوذ الأمريكي في البلاد التي مزقتها الحرب.

 

و نقل الصحفيان عن متحدث عسكري أمريكي قوله في بيان أن “عفرين ليست ضمن منطقة عمليات التحالف”، مؤكداً في بيانه الذي يهدف إلى طمأنة تركيا بأن قوة الحدود الكردية المقترحة لن تزحف إلى المناطق التي تعتبرها تركيا حساسة للغاية.

المصدر صحيفة الغارديان البريطانية
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل