مواجهات بين فلسطينين وقوات الاحتلال تأكيداً على استمرار الانتفاضة

فريق التحرير9 يناير 2018آخر تحديث :
مواجهات بين فلسطينيين وشرطة الاحتلال في القدس – الأناضول

زينب سمارة – فلسطين المحتلة – حرية برس:

اندلعت مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وعدد من قوات جيش الاحتلال اليوم الثلاثاء، عند مدخلي مدينتي رام الله والبيرة، بعد دعوة الفصائل بالأمس لمسيرة حاشدة باتجاه حاجز بيت إيل العسكري، الذي يعد نقطة تماس رئيسية مع قوات الاحتلال ومدخلاً هاماً لمدينتي رام الله والبيرة.

 

وخرج الشبان اعتراضاً على قرار الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” بنقل سفارة بلاده إلى القدس، وبالتالي الإعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني، وقام الشبان بإشعال الإطارات وإغلاق الشارع تعبيراً عن غضبهم، فيما قوبلوا بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع، لكن دون وقوع أي إصابات.

 

وفي غزة، خرجت مظاهرة أخرى مماثلة، دعت وشاركت بها قوى إسلامية ووطنية، احتجاجا على قرار ترامب، وقد رفع المتظاهرون خلالها شعارات مناهضة للقرار، مرددين هتافات تدعو إلى دحضه ومقاومته. وكان خالد البطش، القيادي في الجهاد الإسلامي، أحد المشاركين بالمظاهرة، وأكد على أن المسيرة “تأكيد على ضرورة الاستمرار بالانتفاضة رفضاً للقرار الأمريكي الأخير، وللقوانين الصهيونية بشأن القدس”، مشيراً إلى أهمية توسيع دائرة العمل من أجل وقف السياسات الأمريكية والصهيونية في القدس.

 

واعتبر “اسماعيل رضوان” ممثل حركة حماس المسيرة “استكمالاً لتصعيد أعمال الانتفاضة، رداً على قرار الرئيس الأمريكي، وقانون ضم الضفة الغربية، وأن الفعاليات الاحتجاجية ستستمر حتى إسقاط القرار الأمريكي، والقوانين الصهيونية بشأن القدس”، ودعا الدول العربية والإسلامية لمقاطعة كيان الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية على كافة الأصعدة، محذراً من خطورة القرار الصهيوني الأخير بإعدام منفذي العمليات المعتقلين في سجون الاحتلال، والذي صودق عليه من قبل الكنيست الأسبوع الماضي.

 

ومنعت قوات الاحتلال الصهيوني عقد مؤتمر صحفي في القدس، كان قد عكف على تنظيمه مجموعة من رجال الدين وأعيان المدينة بمساعدة صحفيين مقدسيين، تنديداً بقرار ترامب ورفضاً لاعتباره القدس عاصمة لكيان الاحتلال، المقرر عقده في فندق الدار بحي الشيخ بجراح بالقدس، واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة ناشطين فلسطينيين أرادوا المشاركة بالمؤتمر وفقا لشهود عيان، ما دفع خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا لاعتبار تصرف قوات الاحتلال متعارضا مع حقوق الانسان ودليلاً قاطعاً على زيف الديمقراطية التي تدعيها.

 

وأكد الشيخ “صبري” في تسجيل صوتي له: أن خطة ترامب هي تكرار لوعد من لايملك لمن لايستحق، وأن تلك الخطة لن تنجح، وأضاف:نعلن عزمنا الدفاع عن قدسنا بكل ما نملك، إنها مدينة الله ومهوى أفئدة المؤمنين والأولياء والصالحين، ونقول لترامب اقرأ التاريخ جيداً، لتعرف أنك اخترت الخيار الخطأ وسلكت الطريق الذي يؤدي إلى اللاشيء، كما ونقول له إن القدس وما حولها لن تهدأ ولن تستقر ولن تسلم قيادتها إلا لمن امتلأت قلوبهم بالرحمة، وطالب “صبري” جميع دول العالم بالوقوف بكل قوة وحزم ضد كل دولة تعلن نيتها نقل سفارتها إلى مدينة القدس، وناشد “صبري” الدول العربية والاسلامية بفرض عقوبات سياسية واقتصادية ضد أمريكا، وصولاً إلى إغلاق سفاراتها في الدول العربية والإسلامية، وسحب الاستثمارات والودائع العربية والاسلامية من بنوكها ومن مؤسساتها المصرفية.

 

على الصعيد الدبلوماسي الفلسطيني، حذرت وزارة الخارجية الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، من محاولات كيان الاحتلال قلب واقع التعامل مع القضية السكانية وتحويلها إلى مجرد قضية ديموغرافية سكانية، إذ نددت في بيان صحفي لها، بالضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا، وبمحاولات اليمين الصهيوني سن قوانين مجحفة بحق الفلسطينيين، كان آخرها مشروع قانون يقضي باقتطاع مخصصات الشهداء والأسرى الفلسطينيين من المستحقات الضريبية للسلطة الوطنية الفلسطينية، وأكدت “الخارجية” على أهمية تغيير المجتمع الدولي لأسلوبه القديم في منع كيان الاحتلال من الاستيطان، إذ أثبت فشله وعجزه بحسب بيان الوزارة، ما دفع كيان الاحتلال لاستغلال حالة العجز تلك، للتمادي في انتهاك القانون الدولي وتعميق الاستيطان وتصعيد الجرائم بحق الشعب الفلسطيني. وأكدت الوزارة في بيانها أنها ستفعل ما بوسعها لإيصال صوت فلسطين، وتمثيل الشخصية القانونية لها أمام المجتمع الدولي.

 

وبخصوص زيارة نائب الرئيس الأمريكي إلى المنطقة في التاسع عشر من الشهر الجاري، تشمل الأردن وفلسطين المحتلة، دون المرور برام الله، أكد “نبيل شعث” مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس للعلاقات الخارجية، إن القيادة الفلسطينية ما تزال على موقفها المقاطع لزيارة نائب الرئيس الأمريكي “مايك بينس”، الذي يزور المنطقة منتصف الشهر، وأنه لم تتم جدولة أي زيارة بين عباس وبينس، لمعرفة بينس المسبقة برفض الفلسطينيين استقباله حتى إن قرر ذلك.

 

ويأتي الرفض واضحا بعد قرار ترامب الأخير، وممارسات الضغط من قبل الطرف الأمريكي على الأونروا، ووقف المساعدات التي تقوم واشنطن بتزويد السلطة الفلسطينية بها سنويا، ما يؤكد على الانحياز الأمريكي التام لجانب كيان الاحتلال، وإقصائها نفسها من رعاية عملية السلام، بحسب تصريح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل