كأس العالم لنصرة الأقصى.. تواطؤ الحكم وسخط الجمهور

زينب سمارة6 أغسطس 2017آخر تحديث :
زينب سمارة

 

بعد عودة مرابطي الأقصى من إجازاتهم التي قضوها في اللهو واللعب، وجدوا رؤساء الوطن العربي يتدافعون عند باب الأسباط، تماما كمشهد الصحابة حينما تنافسوا على بذل أموالهم للجيوش الإسلامية، لكن الغريب في الأمر أن الباب كان واسعاً جداً لتتسع فرصة الفوز وتشملهم جميعاً دون كسر خاطر أحد منهم! أما الجمهور فقد راقب عن كثب تعرض الشريط الأحمر لنصرة الأقصى للهتك إثر اصطدام أجساد الولاة والشيوخ والرؤساء به، لتتكون لدى الحضور ردة فعل ساخطة على أداء الحكم الإعلامي المتواطئ.

كان أبرز الفرق المشاركة في المباراة هو الفريق السعودي بقيادة الكابتن سلمان وخط دفاع ديني سياسي محنك، أما الهجوم فلم يحضر للمباراة إذ يشارك في مباراة أخرى على الطرف الثاني.

هذا هو المشهد المضحك المبكي، فجهد نساء ورجال قضوا ليال بين أزقة البلدة القديمة بالقدس قد بيع علانية لكل من قد يخطر ببالك، فكان لكل من الملك سلمان والعاهل الأردني وأبو مازن وملوك الجن والكائنات الفضائية حصة من الفضل في افتتاح المسجد الأقصى بعد إغلاقه لفترة قاربت الأسبوعين.

لم يستغرب الشعب الفلسطيني ولا مرابطو الأقصى حملة تبييض الأعلام السياسية تلك، التي جُند لخدمتها لجنة تحكيم إعلامية بلغت أعلى درجات تغييب الضمير، وما كان صادما بحق هو الصمت الذي اغتصب محبة الشعب الفلسطيني لشيوخ كثر منهم العريفي، الذي ما انفك يشكر الشيخ سلمان لنصرته المسجد الأقصى، أما إن كنتم تتساءلون عن منشوراته إبان حصار الأقصى، فأبرزها كان فتوى شرعية لمن يقلقه أمر ارتداء الحذاء وبأي قدم يبدأ!

مجموعة من الصفعات تلقاها خد الشعب الفلسطيني في فترة قصيرة، لتثبت لهم فكرة واحد “لا فائدة للأحزاب، أو لشيوخ الملوك، أو للمال أو للتفرقة لأي سبب آخر” فكل فلسطيني فتحاوي، حمساوي، جبهاوي، شيوعي، تحريري، مسلم، أو مسيحي، أو لا ديني، قد اجتمعوا في القبلة الأولى لتحرير مقدساتهم، فتهديد الأقصى تهديد للقيامة، وتهديد لكل ما تبقى لنا من الوطن.. لا حسرة إلا عليهم، متسلقي دالية المرابطين. وبما أن لاسم القبلة الأولى نصيب من الجملة السابقة، نرجو لرعاة القبلة الثانية إجازة مريحة في المغرب، ونرجو أيضا أن لا تكون بأمر من ترامب لإعادة سيناريو قطر في الماضي، ونؤكد لكم أننا لن نتبنى المصالحة بينكم كما فعلتم، فاتركونا وشأننا.

كان كأس العالم لنصرة الأقصى من نصيب مرابطات الأقصى ومرابطيه، لأطفاله وحمامه الذي ظل يسكن سماء الأقصى ويقيم الصلاة فيها حتى عاد أهل الأقصى إليه.

كان الكأس أيضا من نصيب مبتكري “صلاة الجكر”، صلاة اللاميقات واللاشروط، صلاة هدفها واحد ألا وهو إغاظة من يستمر بإغاظتنا نهار مساء، من جن جنونه بعد دخول أفواج المرابطين ساحات الأقصى؛ فصار مثل طفل يسرق اللعبة ويغضب عند استرجاع صاحبها لها فيصب غضبه عليها، وعلى صاحبها.

أقول لكل من التفّ لاختطاف ثمرة جهد وصبر المرابطين، ما قاله طوقان يوماً، وأكتفي بقوله خاتمة للغصة التي تسكن قلبي: في يدينا بقية من بلاد فاستريحوا كي لا تضيع البقية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل