فوضى وقتلى في مخيم الركبان واتهامات تطال “جيش العشائر”

فريق التحرير20 يوليو 2017آخر تحديث :
نزوح عكسي باتجاه مناطق سيطرة نظام الأسد من قبل نازحي مخيم الركبان بسبب سوء حالة المخيم والانفلات الأمني فيه – خاص حرية برس

الحدود السورية الأردنية – خاص – حرية برس:

تسود حالة من الفوضى وسوء الحالة المعيشية والنقص الحاد في الحاجات الأساسية للنازحين المدنيين في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية وسط تكرار عمليات القتل والتفجيرات التي أودت بحياة عشرات وتسببت بإصابة آخرين من المدنيين، وتصاعد الاتهامات لعناصر “جيش العشائر” وهو الفصيل المسلح الذي يسيطر على المنطقة ويقوده راكان الخضير ويتلقى دعمه من الأردن.

إهانات للنازحين من قبل عناصر جيش العشائر وصلت حد القتل

مصادر محلية داخل المخيم العشوائي الذي يأوي عشرات الآلاف من نازحي ريف حمص ودمشق والسويداء، أفادت أن حالات الانفلات الأمني التي تصاعدت وتيرتها خلال الفترة الأخيرة تسببت في مقتل عشرات المدنيين النازحين في المخيم، وكان آخرها حادثة قتل الشقيقين علاوي رحيم الرحيم، وعماد رحيم الرحيم، من نازحي مدينة تدمر التابعة لمحافظة حمص، اليوم الأربعاء، على يد شخص يدعى “خ المحيلان”، وهو أحد عناصر “جيش العشائر، أطلق النار لتفريق عشرات النازحين الذين تجمعوا للحصول على مياه للشرب كان يوزعها عناصر جيش العشائر.

وأفادت شهادات عدد من نازحي المخيم لـ “حرية برس” أن “خ المحيلان”  المتهم بتقل الشقيقين علاوي وعماد الرحيم التجأ اليوم إلى شخص يدعى “أبو حناش” وهو أحد قادة فصيل “أسود الشرقية”، هرباً من محاسبته على جريمة القتل.

وأكدت شهادات النازحين لـ “حرية برس” أن إهانة النازحين ومعاملتهم بالعنف والإزدراء من قبل عناصر جيش العشائر باتت متكررة وبلا رادع، وأن حادثة القتل هذه ليست الأولى من نوعها، فقد قتل عدد من النازحين بينهم شابة تدعى “نسرين” من مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي، وأن معظم حالات القتل تمت على يد عناصر من جيش العشائر خلال عمليات توزيع مياه الشرب، وأكياس الرز التي وصلت كمعونات إلى نازحي المخيم ويقوم جيش العشائر بتنظيم توزيعها وسط فوضى عارمة تترافق مع إطلاق نار في الهواء وبالقرب من النازحين المتجمعين لاستلام حصصهم ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات منهم.

أوضاع معيشية صعبة يعيشها نازحو مخيم الركبان بسبب قسوة المناخ والفوضى والانفلات الأمني في المخيم – خاص حرية برس

الانفلات الأمني وتردي أوضاع النازحين تدفع لنزوحهم عكسياً

وفي حادثة تعكس الانفلات الأمني الذي يعم مخيم الركبان، قتل أمس الثلاثاء 6 مدنيين نازحين من عائلة واحدة، هم حميد عشاق القريجي وهو أحد عناصر “جيش العشائر”، و5 من أطفاله بينهم 3 بنات، جراء انفجار حزام ناسف بهم، وأصيبت أم الأطفال  إصابات بالغة وتعالج حاليا في إحدى مستشفيات الأردن، وجميعهم من نازحي مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي.

وأفادت شهادات نازحين كانوا بجوار خيمة عائلة الضحايا في الجهة الشمالية من المخيم أن سبب الانفجار يعود إلى عثور أحد الأطفال الضحايا على حزام ناسف سقط من أحد مقاتلي “جيش العشائر” بعد حادثة اصطدام دراجتين ناريتين كان عناصر من “جيش العشائر” يستقلونها في المخيم، وأن أحد الأطفال الضحايا وعمره “9سنوات” أخذ الحزام الناسف معه إلى خيمة عائلته وانفجر بهم جراء العبث به من قبل الأطفال.

وأكد مراسل “حرية برس” أن العشرات من عائلات النازحين في مخيم الركبان بدأت حركة نزوح عكسي باتجاه مناطق سيطرة نظام الأسد مع ما تحتمله هذه العودة من مخاطر على حياتهم وتهديدات من قبل عناصر أمن ومليشيات النظام، تجبرهم على ذلك الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها في ظل شح المعونات الإغاثية والعناية الطبية بأطفالهم، وانعدام مرافق التعليم، إضافة إلى قسوة المناخ صيفاً وشتاءاً وحالات الانفلات الأمني المتكررة، والإهانات التي يواجهون بها من قبل عناصر “جيش العشائر” الذين يشرفون بشكل غير رسمي على تسيير أمور المخيم.

والجدير بالذكر أن مخيم الركبان يقع في صحراء قاحلة على الحدود الشمالية الشرقية للأردن وتنعدم فيها أسباب الحياة، ويضم قرابة 80 ألف نازح سوري، منعت سلطات الأردن دخولهم إلى أراضيه كما تعرقل قوات الأمن الأردنية وصول المساعدات الإغاثية إليه بشكل كبير.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل