“البازار”.. ملاذ السوريين في المناطق المحررة

فريق التحرير22 يونيو 2017آخر تحديث :

باتت الأسواق الشعبية أو ما تسمى (البازارات – كلمة تركية)، ظاهرة منتشرة في كل قرية وبلدة في المناطق المحررة بشكل خاص، وسوريا بشكل عام، حيث ازداد انتشارها خلال الثورة بعد أن كان يقتصر وجودها في المدن والبلدات الكبرى، وفي أيام محدودة مثل سوق يوم الجمعة والأحد، وينحصر وجودها في مركز المدينة. أما اليوم أصبح لكل قرية أو مخيم بازار يحدد له يوم يزوره سكان القرية والقرى المجاورة بهدف التبضع منه، تعرض فيه جميع أنواع البضائع من المستعمل إلى الجديد بطريقة البسطة.

وتتميز الأسواق الشعبية “البازار” عن بقية الأسواق والمحال التجارية التقليدية برخص أسعارها وخصوصاً بعد انخفاض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، كما تتميز “البازارات” بتنوع بضائعها وقربها من التجمعات السكنية بالإضافة إلى أنها تلبي كافة الاحتياجات لزوارها بما يتناسب مع إمكانياتهم المادية، بالإضافة إلى قيامها بتأمين فرص عمل للكثير من المواطنين باعتبارها لا تحتاج إلى رأس مال كبير أو وسائل نقل أو محلات تجارية، وفيها الباعة يتنقلون من سوق إلى سوق لعرض بضائعهم.

يقام السوق الشعبي بالعادة على أطراف المدينة أو القرية ضمن شارع فرعي أو أرض يتم اختيارها يخصصها لهم مجلس القرية أو البلدة حيث يقوم الباعة بعرض منتجاتهم. ويقسم السوق إلى عدة أقسام، قسم للألبسة وقسم للمواد الغذائية وقسم للأواني المنزلية وقسم للبالة وقسم للخضروات، وغيرها من الأقسام.

وقابل انتعاش هذه البازارات في المناطق المحررة في الفترات السابقة، الاستهداف الممنهج للتجّمعات البشرية من قبل قوات النظام ومنها الأسواق، والذي أودى بحياة الكثير من المدنيين، وحدث كثيراً أن اختلطت دماء الزوار والتجار بالبضائع المعروضة وخصوصاً في أرياف إدلب في الشهور الماضية قبل التهدئة.

وقالت “فاطمة”، وهي مواطنة تعيش في إعزاز، لـ “اقتصاد”: “قبل فترة الهدوء هذه كنا نخشى الذهاب إلى البازار بسبب استهدافه من قبل قوات النظام ولكن اليوم تشهد البازارات انتعاشاً كبيراً في كل مكان يقام فيه حتى وإن كان في قرية صغير”، مشيرةً إلى أن هذه البازارات تحتوي على كل ما يلزم، وبأسعار أقل من المحال التجارية.

ووفقاً لـ “فاطمة” التي ترداد الأسواق الشعبية لشراء حاجياتها الأساسية، فإن ثمن كيلو البندورة في المحال التجارية 200 ليرة سورية، أما في البازار فهي بـ 150 ليرة سورية، أما أسعار الألبسة فتصل للنصف وخصوصاً أيام الأعياد، وهذه الفروقات تنطبق على جميع السلع الأخرى. ومن ميزات البازار أيضاً حسب “فاطمة”، تعرض فيها ألبسة البالة وهي تُؤمن للفقراء حاجاتهم بأرخص الأسعار التي ربما لا يجدونها في المحال التجارية.

“محمد”، صاحب بسطة في سوق مخيم الريان، قرب اعزاز، يقول لـ “اقتصاد”، إن أبرز زوار البازارات هم من ذوي الدخل المحدود والفقراء الذين لا يجدون قدرة على الشراء من المولات والمحال التجارية، لذلك يلجأون إلى البازارات كونها تلبي احتياجاتهم وإمكانياتهم المحدودة من بضائع مستعملة وجديدة، بالإضافة إلى تواجدها بالقرب من سكنهم حيث لا يحتاجون إلى وسيلة نقل لشراء حاجياتهم وهذا يخفف من النفقات عليهم بعد أن أصبح النقل مكلف للناس.

وأضاف “محمد”: “لقد استطاعت البازارات تأمين مصدر رزق للكثير من السوريين باعتبارها لا تحتاج إلى تكاليف باهظة، فكل تاجر يستطيع شراء بضاعة بحسب رأس ماله الذي يملكه، والذي لا يملك رأس مال يأخذ من محلات الجملة بضاعة وبعد بيعها في نهاية اليوم يقوم بتسديد ما عليه لصاحب البضاعة”.

وتابع “محمد” قوله: “ومن الميزات الأخرى، التجّار يلاحقون هذه الأسواق من سوق إلى آخر حاملين معهم بضائعهم لكسب رزقهم كونها تحقّق إقبالاً كبيراً بين السوريين، حيث يلتزم كل تاجر في مكان معين من السوق يعرض بضائعه فيه”.

وأشار “محمد”: “بعد الإقبال الكبير والازدحام الشديد على الأسواق وخصوصا أوقات المناسبات مثل أيام رمضان والعيد أصبحت البازارات تحتاج إلى تنظيم أكبر من خلال تخصيص مكان يتناسب مع عدد الزوار بالإضافة إلى تنظيم عرض البضائع في المكان المخصص لكل نوع من البضائع. بعض التجار يقومون بعرض الخضروات جانب قسم الألبسة، وهذا يسبب خلل في السوق، كما تعاني الأسواق من مشكلة الأتربة والأوساخ في الصيف، والطين في فصل الشتاء، كون معظم البازارات يقام على أراضٍ ترابية، فكثيراً ما يتم إلغاء السوق نتيجة الأمطار، لذلك يتوجب اختيار مكان مناسب له”.

* المصدر: بدر حسين – اقتصاد

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل