وقت للأمل .. في مرمى حوامة !

رانيا محمود12 يونيو 2017آخر تحديث :
رانيا محمود

لطالما راودتني أفكار عجيبة تقيأها العجز، لطالما شعرت أننا كسوريين محاصرين كائنات نهش الفراغ روحها، وأمست على هامش الحياة أو حتى الأمل.

وكأن القدر كان يتأمل بشاعة أفكاري ويرغب بتأديب تخيلاتي، لربما كان يرغب بإنعاش الروح فيّ بأكثر الطرق رعباً.. من خلال مروحية!!

لعلّ اسمها مألوف، لكننا نأبى اعتيادها، لا بل نرتعد عجزاً كلما كنا في مرمى براميلها..

كنتُ دائماً أُفضّل طائرة الميغ النفاثة على الحوامة، ففي غدرها وسرعتها موتٌ رحيم تماماً كما المقصلة.. حاسمة !

ولكن شاء القدر إرهابي بحوامة، كما الكرسي الحديدي ذو الشفرات يقتل ببطء مُتعمّد، وينتشي بألم الضحية .. فكيف إن كان تعداد الضحايا المرتجفين خوفاً يفوق المئات!

تقترب الحوامة أكثر .. يُصبح صوت الموت فيها أعلى..

أتوسّل الله أن تكون عابرة .. أعدهُ بتقديس الحياة، فيقاطعني صوت أمي: “يارب تحمينا وتحمي الكل، وماحدا يموت أو يتأذّى”.

يُدهشني إيمان أمي في أكثر اللحظات موتاً !

تتعالى الأصوات: “صارت فوقنا .. صارت فوقنا ..”.

في لحظات كهذه لا يمكنك أن تسمع نبضات قلبك الصاخبة لأن كل خليةٍ في جسدك ترتعد .. بانتظار وصول البراميل إلى الأرض أو ربما إلى سقف بيتك !

هي ثوانٍ .. لربما كانت 10 ، يطغى النحيب فيها على صوت الموت ،، وليس من حقك أن تنهار أو تضعف !

ينبغي أن تفتح ذراعيك لعناق القدر، وتكون منارةً راسخة يرمي الخائفون من حولك عليها ذعرهم ..

حقك الوحيد هو باختيار شخصٍ واحدٍ تجعل من جسدك غطاء لحياته وربما لحمايته من التشظّي ..

وكما تُغلق المقصلة بلحظة على رقبة الضحية ..  ترتطم البراميل بأحد المنازل وكأنه صوت يصرخ “أكشن” وينذر ببداية حياة جديدة لمجموعة من الشهداء في الفردوس ..

لا كلمات تفي بالعزاء .. وحده الصمت يُعانق وجوه الجميع .. ويحضرني ذهول من صفعة القدر لتذمّري واستسلامي ..

فليكن إذاً .. أنا سورية وأتحمل هذه الضريبة ،، عاطلة عن الحياة مؤقتاً ، لكن لستُ عاطلة عن الأمل أبداً ..

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل