سمر شما تكتب: كن بخير

فريق التحرير30 يناير 2017آخر تحديث :


* سمر شما 

هذه المرة المليون التي تمنيت فيها لو أنني أقل تعقيدًا، أن أرى في الطريق حجرًا ثم لا أفكر برقم محتمل لعدد الركلات التي أوصلته لذلك المكان ومدى يأسه عن أن يألف مكاناً واحداً وشعوراً واحداً، يتعبني أن أقول أكثر من مرة: “لو أنني أركله مثل الآخرين لمجرد أنه حجر”.
ثم أذهب لأكمل طريقي مع صديقتي التي تذهب دورياً إلى طبيب الأسنان – لأنها تحب الشوكولا و لا تحب معجون الأسنان –
لأجلس و أحاول أن أحصي كم لساناً يستطيع هذا الطبيب اقتلاعه بدل ضرس معين ، و كم خدمة للبشرية قدم لو أنه اقتلع ألسنة كُثرا.
و أحاول ان أعبث بالمفك الموجود جانبي على الطاولة و أبحث عن لسان ما فلا أجد، فكل منا يهتم بتخصصه و لا يعنيه سواه، عندها فقط أدرك تماما أننا شعب “اسألك اللهم نفسي”، و هذا تماما ما أوصلني إلى هذا البلد.

أفكر لو أن جارنا أبو شريف لم يبع صديقتي كل يوم قطعة شوكولا منذ الصغر، لما اعتادت على تلك الشوكولا وأدمنتها …وأجبرتني ان آتي معها إلى هنا.
و لو أن أمي نصحت جارتنا يومها أن لا تزوج ابنتها الصغيرة لكانت تلك الفتاة بخير أكثر …. و لم يعنفها زوجها لأنها لا تفهمه …
و لو أن أبي قبل أن يمت أمسك بأيدينا أكثر لأدرك عزرائيل أن عليه أن يأخذ أرواحنا أجمع ..
لأفتح الباب مجدداً و أتصفح هذا البرنامج الأزرق و أشاهد صديقتي قد صبغت شعرها بالأشقر وأعرف تماماً أن موعد زفافها قد اقترب …
ثم أشاهد صورة لأخرى في بلد خليجي تتصور في غابة و أنهار.. فأكتب لها كل شيء هنا مزيف، لا حقيقة في هذه البلاد سوى رمال الصحراء فحاذري يوماً أن تبتلعك.
ثم أمسح الكلام و أكتفي باللايك ….
و تقاطعني امرأة مسنة تغني بالعامية السهلة “كتبنا وما كتبنا”، فأشرب ما تبقى من قهوتي و أسمع صوت الجارة تصرخ من ضرب زوجها لها، فأرفع صوت فيروز أكثر وأغني معها: “و يا خسارة ما كتبنا”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل