سمر طيارة تكتب: نحب الحياة ونختار الحرية إليها سبيلا

فريق التحرير6 أكتوبر 2016آخر تحديث :

انقاذ طفلة من قصف
* سمر طيارة

كيف لنا أن نكون عابرين فقط وسط هذا الخراب؟
مشاهد الحياة المستحيلة في حلب كانت تعطينا بارقة للبقاء على قيد اﻻمل.
اليوم كل شيء ساكن بذهول داخلنا، مشاهد الأشلاء.. أنات الضحايا شاخصة أمام أعيننا، لم يعدالموت وحده مايدهشنا،
أن يبقوا أحياءا وسط كل هذا الكم من القنابل وتلك اﻻسراب من الطيران الهمجي الممنهج والموجه بدقة عالية إليهم هو دهشة ومعجزة بحد ذاتها، أن تبقى مؤمناً بكل ماتحمله الثورة إيماناً أعمق وأقوى لربما من كثير من المعارضين المثقفين أصحاب العبارات الكبيرة المنمقة والفصيحة، إيمان ببساطة بالعدالة واﻻنسانية والحياة الكريمة في وطن يملك كل المقومات.
حتى بهذه الكلمات، الأنانية تأخذ مكانها، غالباً ما نصف شعورنا بالعجز الذي يكبل أيدينا معرضين عن إحساس الضحية، وكم المعاناة، متناسين أنه من سمع ليس كمن رأى، ومن عاش الفقد ليس كمن أحصاه.
كلما استذكرت هادي العبد الله عندما حدثنا عن معاناته تحت الأنقاض عن التيار الكهربائي الذي كان يصعقه حتى يفقد الوعي… أتساءل: كم روحاً بقيت تئن وتختنق تحت ضيق الركام وعقلها وقلبها مع ذويها تفكر هل هم أحياء تتمنى لو تذهب إلى بارئها ويبقون على قيد الحياة؟!
يبقى الموت مفزعا ومدهشاً إلى حد الصدمة، نحن ﻻنعتاده أبدا، دائما ما يأتينا مباغتاً بكل أشكاله لينتزع هذه الدهشة القاتلة من أعيننا… وماهي إﻻ ساعات لتعود الحياة بصخبها المعتاد لتلهينا، إلى أن تأتي ساعة النوم، يبدو أنها ساعة الوقوف مع الذات لتخبرنا أننا حقاً عابرون، وعاجزون تماما حتى عن إيقاف التفكير..  والمضي…
نحن حقيقة لم نخلق لنكون أشلاء تحت الركام.. أو نكون ضحايا آلام الفقد …هذا مايجعلنا نصرخ كل صباح أننا (نحب الحياة ما استطعنا اليها سبيلا).

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل