هل نوقف الدعاء ؟!

زاهر الدالي19 أكتوبر 2017آخر تحديث :
زاهر الدالي

في كل ملمّة وكل مصيبة نرفع الأكف إلى السماء، صارخين بتضرع أن ينصرنا الله على من ظلمنا، ونحن على هذا الحال منذ أن أبصرت عيوننا النور، فلماذا لم ينصرنا الله؟

عمي الذي مات مؤخراً لطالما حذَّرنا من الوقوف بوجه الطاغية، ولطالما تحدث إلينا بكلمات مقتضبة وهو يقول: (مارح يسقط) .. كنا نرد عليه بإبتسامة خفيفة: “أنتم عليكم الدعاء”، فيرد بنفس الطريقة متعمداً إزعاجنا “مابدك تلاقي حدا ينقبل دعائه”!!

ننصرف بتفاؤل ويكمل عمي المرحوم سيجارته.

سبع سنوات والنفق يزداد ظلمة ولا زال السؤال قائماً: هل ينقصنا الدعاء أم ينقصنا من يُقبَل دُعاؤه؟!

منذ أن خرجنا من تحت عباءة الطاغية وبلداتنا تتقاذفها أمواج الجمعيات والمجالس والإعلاميين الذين يعملون غالباً في خدمة بعضهم البعض، أما الناس، فالذي يملك بعض المال ذهب بعيداً، ومن له أهل مغتربون فأما سافر إليهم أو ينتظر فرصة مواتية، ومن جمع قليلاً من الرجال والعتاد تحصن في الأقبية بعيداً، وحتى لا نظلم أحداً فقد كان هناك رجالٌ رابطوا فعلاً على الجبهات إيماناً بالنصر.

زاد الجوع وزادت الفرقة وزاد البغض بين الناس ولازال البعض يرفع يديه تضرعاً لله، ولا مجيب..

تهدمت البيوت وسقط الرجال في كل زاوية، بقذيفة حيناً وقنص أحياناً وجوعاً في أغلب الأحيان، ولازال الدعاء يذهب أدراج الرياح.

مجازر الأطفال.. مجازر اختلط الدم فيها بالخبز .. كيماوي يقتل بصمت، ونيران تسقط من السماء كقطرات المطر، ولا زلنا لا نجد من يُقبَل دعاؤه!!

غادر البيوت كل مقتدر ولم يبق سوى الفقير الذي لا حيلة له وبعض من البهائم التي تتقاسم القهر مع مالكيها وتتقاسم حقد الأمم على أناس وقفوا بوجه الظلم، فإذا الدعاء لم يستجب إلى الآن؟؟ ومتى يصبح الدعاء مستجاباً؟؟

تكالب على فقراء بلادي كل مجرمي الأرض وطغاتها، وما زال الدعاء خاوياً، يذهب كما الصدى …

فإلى متى نستمر بالدعاء؟

إذا لم نتغير خلال هذه السبع العجاف فأولى بنا أن نوقف الدعاء!

ألم يقل الله تعالى:”إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ”*؟.

 

*: الرعد11

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل