لماذا ينضم مقاتلون عرب إلى صفوف مليشيا “قسد”؟

فريق التحرير19 ديسمبر 2017آخر تحديث :
ميليشيات “قسد” في دير الزور – الصورة من Euronews

حرية برس:

يقاتل العديد من العناصر العرب تحت راية مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، على الرغم من سياسة الإقصاء التي تتبعها الأخيرة ضمن صفوفها تجاه العناصر من غير الأكراد، وسياسة التهجير القسري التي انتهجتها المليشيا في كثير من المناطق التي استولت عليها بحجة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

نستعرض في هذا التقرير أبرز الدوافع لانضمام العناصر العرب إلى مليشيا “قسد” في المناطق الشمالية والشرقية من سوريا.

السرقة والإبتزاز

منحت مليشيا “قسد” الضوء الأخضر لمقاتليها في السلب والنهب، في بداية الأمر عندما كان تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على كامل ريف دير الزور، وكانت “قسد” تسيطر على الريف الشمالي للمحافظة فقط، كان التنظيم يمنع خروج المدنيين من مناطق سيطرته، مما يدفعهم للجوء لمناطق سيطرة الميليشيات الكردية.

حاجز “أبو خشب” هو أول حاجز لـ”قسد” خارج نطاق سيطرة تنظيم “داعش” والذي كان بقيادة “أحمد الخبيل أبو خولة”، قائد ما يسمى مجلس دير الزور العسكري التابع لميليشيات “قسد”، كان “أبو خولة” يجبر الناس على دفع مبلغ 50 ألف ليرة سورية كرسم عبور الشخص الواحد، ومن لا يستطيع الدفع، ينتهي به الطريق في مخيمات أعدتها الميليشيات للنصب والاحتيال تخلو من كل أدنى مقومات العيش، ويعبر مئات الأشخاص يومياً، هرباً من الواقع الصعب الذي تعيشه بلداتهم وقراهم ضمن مناطق سيطرة تنظيم “داعش”.

بعد دخول “قسد” إلى بلدات وقرى ريف ديرالزور الغربي، اتبعت الميليشيات سياسة قذرة، عبر إخراج المدنيين من منازلهم بحجج واهية كالتفتيش والهدف السرقة، وقد سجلت العديد من حالات السرقة على هذا النحو.

“أبو عمر” من أهالي قرية “الكسرة”، طردته المليشيات من منزله، واتخذته كمقرٍ لها، ليكتشف “أبو عمر” عند عودته لمنزله بعد مدة، سرقة عناصر “قسد” لثلاثة كيلوغرام من الذهب ومبلغ 10 ألاف دولار والعديد من أغراض منزله الثمينة التي كان يخبئها في أرضية المنزل، حاول بعدها مراراً مراجعة قيادات “قسد” التي وعدته بمحاسبة الفاعلين، دون نتيجة.

الحاج “كاسر الطعمة” من قرية الحصان يمتلك محلاً تجارياً لبيع قطع غيار مولدات كهربائية، استولت الميليشيات فور دخولها القرية على بضائعه ونقلتها إلى مدينة “الحسكة” كغنائم، تزيد قيمة تلك البضائع عن 40 ألف دولار. يؤكد شهود عيان أن العديد من الحوادث التي افتعلها عناصر المليشيا هم العرب، غالبيتهم يرجعون لقرى في الحسكة والرقة وديرالزور.

السعي وراء القوة العشائرية

السعي وراء القوة العشائرية، سبب آخر جعل من العنصر العربي يقاتل مع ميليشيات “قسد”، فقد انضم العديد من الذين كانوا قادة سابقين في الجيش الحر لـ”قسد”، وبدأوا يشكلون مجموعات منضوية تحت رايتها، وتعتمد هذه المجموعات على ضم الأقرباء وأبناء العمومة من عشيرة واحدة، لتصبح عشيرتهم أقوى من باقي العشائر.

المدعو “أبو شهد حصان” –من عشيرة البكارة فخذ الحمد عابد– كان ينتمي سابقاً لفصيل “شهداء بدر” التابع للجيش الحر، انضم مع عناصره من أبناء عمومته في مجموعة مقاتلة ضمن صفوف “قسد”، ومثله المدعو “أحمد الخبيل أبو خولة” قائد ما يسمى مجلس دير الزور العسكري التابع لميليشيات “قسد” -من قبيلة العكيدات- ومثلهم المدعو “أبو مروة” والمدعو “ياسر الدحلة”.

التجنيد الإجباري

كان لسياسة التجنيد الإجباري التي فرضتها الميليشيات في مناطق ريف الحسكة الأثر الأكبر في ضم المقاتلين العرب ضمن صفوفها، حيث أُجبر الشباب من عمر 17 إلى عمر 24 عام بالقتال معهم، يتقاضى المجند 25 ألف ليرة سورية شهرياً، في حين يتلقى المتطوع ما يزيد عن 100 ألف ليرة سورية في الشهر، وهو ما دفع العديد من شباب تلك المناطق إلى التطوع.

ويتهم أهالي المنطقة الشرقية مليشيات “قسد” بسرقة أملاك وتعفيش بيوت وفرض أتاوات في ريف دير الزور والرقة وريفها، والعديد من القرى والبلدات التي سيطرت عليها “قسد” مؤخراً، وفي حال احتجاجهم أو تقديم شكاوى لدى قيادات المليشيا، تكون الإجابة بالتذرع بأن المنطقة عسكرية، أو يتم تقديم وعود فارغة بملاحقة المسؤولين عن تلك الجرائم.

* إعداد أحمد الفراتي – تحرير أدهم الخولي

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل