لماذا قد تهز الاحتجاجات الإيرانية الشرق الأوسط ؟

فريق التحرير8 يناير 2018آخر تحديث :
مظاهرات واحتجاجات في ايران – الصورة عن ارم نيوز

إسراء الرفاعي

في سياق تحليلها للاحتجاجات في إيران ابتدأت د. جوزيفا إيفانكا (جوشكا) مقالها المنشور في موقع “بزنس انسايدر” الإلكتروني بعرض إخباري أوضحت فيه “أن احتجاجات الشباب الإيراني اجتاحت ما يزيد عن اثني عشر مدينة كبرى في إيران”، مضيفة “يبدو أن المتظاهرين غاضبين بشكل خاص من سياسة النظام التي تمول الحروب في البلدان العربية مثل سوريا واليمن، في الوقت الذي ينجرف فيه المواطنون الإيرانيون نحو الفقر”، مستشهدة بهتافات المتظاهرون. حيث هتف المتظاهرون في مدينة “كرمان” “يعيش الناس كمتسولين ، والقائد يتصرف مثل الإله” ، كما ردد المتظاهرون في “خورستان” شعار “الموت لخامنئي” المرشد الأعلى للنظام الإيراني. معتبرة أن هناك “أمر يحدث في العمق و يمكن أن يكون له آثار كبيرة على الشرق الأوسط ككل”.

جذور الحركة:

توضح د. “جوزيفا إيفانكا” وهي خبيرة في شؤون الشرق الأوسط، وخصوصاً سوريا، أنه ومن الوهلة الأولى يمكن أن نتذكر الاحتجاجات الضخمة التي تبعت انتخابات عام 2009، والتي عُرفت باسم “الحركة الخضراء” أو “الثورة الخضراء”. إلا أن هنالك فروقات جوهرية بين الاحتجاجات الحالية و “الحركة الخضراء”.

ترى د.ايفانكا وهي الحاملة لدرجة الدكتوراه في دراسات التنمية /الجغرافيا البشرية (2008) من جامعة أمستردام (أوفا) وماجستير في الأنثروبولوجيا البصرية (1996) من جامعة ليدن في هولندا، أن “سلسلة الاحتجاجات الأخيرة مختلفة تماماً عن الثورة الخضراء في انتشارها، وحجمها، وديموغرافيتها”. ففي حين “انحدر المحتجّون في عام 2009 من الطبقة المتوسطة الشابة والمثقفة”، إلا أنه في “هذه المرة انطلقت الاحتجاجات من مدينة (مشهد) الشمالية الغربية، والتي تُعد تقليدياً مكاناً دينياً محافظاً” ، كما ينحدر المتظاهرون من “مجموعة واسعة من الخلفيات المختلفة”.

وتشير الكاتبة إلى طريقة تعامل أجهزة النظام الإيراني مع احتجاجات اليوم واحتجاجات 2009، حيث تقول ” من المؤسف أن الاحتجاجات الأخيرة كما حال احتجاجات 2009 تواجه حملة قاسية من الحكومة”.وتضيف “سجلت أول حالة وفاة على أيدي قوات الأمن في منطقة (بورود)، كما تم تسجيل أكثر من 20 إصابة، وبرغم ذلك مازال المتظاهرون يقفون ضد الآلية الحديدية التي تتبعها الحكومة” متسائلة “ما الذي يدفعهم لذلك؟”.

كما عرضت الكاتبة في مقالها للبعد القومي الناجم عن سياسات التمييز التي يمارسها النظام الإيراني ضد مواطني الدولة في الاحتجاجات الحالية، حيث تقول “إلى جانب معارضة المتضاهرون الصريحة للسياسة الخارجية الإيرانية في العالم العربي، إلا أن الاحتجاجات أخذت بُعداً عربياً مميزاً، حيث استمرت الاحتجاجات منذ أسابيع في الأحواز ذات الغالبية العربية في جنوب غرب إيران، وتابع المواطنون النزول إلى الشوارع رفضاً لقمع الحكومة الإيرانية، ومصادرتها للأراضي ومياه أرض الأحواز. ونزل آلاف الإيرانيين العرب إلى الشوارع عندما انتقد عضو البرلمان الإيراني (قاسم الصعيدي) السياسات العنصرية الإيرانية. حتى أنه قارن السياسات الحكومية الايرانية المعادية للعرب بالسياسات الإسرائيلة”.

 

الشؤون الخارجية لإيران:

ولا تستغرب د.ايفانكا من دعم الناشطون والثوار المعارضون لنظام الأسد، للمحتجين الإيرانيين، فقد تضامن الأحوازيون مع الثوار في سوريا مع بداية الانتفاضة السورية في عام 2011، ورُفع علم الأحواز من قبل المتظاهرون السوريون المطالبون بالديمقراطية، في احتجاجاتهم ضد نظام بشار الأسد.

وتنقل الكاتبة عن “عبد العزيز الحمزة” وهو ناشط سوري من الرقة، وعضو نشط في تجمّع  “الرقة تُذبح بصمت” نصائح للمحتجّين الإيرانيين بـ “عدم الكشف عن هويتهم، و ألا يحملوا أي أوراق ثبوتية، واستخدام بطاقات الذاكرة القابلة للإزالة في الأجهزة التي يستخدمونها لتوثيق الاحتجاجات. كما نصح (الحمزة) بشدة باستخدام أسماء وهمية لحسابات الفيسبوك و تويتر و يوتيوب والتواصل من خلال التطبيقات المشفّرة”.

قاسم سليماني قائد ما يسمى بلواء القدس في سوريا – أرشيف

ترى د. ايفانكا أن الكثير من نشطاء الثورة السورية يأملون بأن الاحتجاجات الإيرانية ستبدأ تأثير الدومينو الذي يؤثر في نهاية المطاف على السياسة الخارجية الإيرانية تجاه سوريا. حيث أنفقت الحكومة الإيرانية مليارات الدولارات سنوياً لدعم النظام السوري القمعي.

وتضيف “القائد العسكري الإيراني القوي الجنرال قاسم سليماني يدير العملية العسكرية الإيرانية داخل سوريا، وفي حال أدى هذا الحراك إلى نوع من التغيير الثوري، فإن الدعم العسكري والمالي الكبير الذي تقدمه إيران للفاعلين النشطين في الحرب السورية – بما فيهم حزب الله وجيش نظام الأسد – سيتقلص فجأة . وسيكون لذلك آثار كبيرة على الدول العربية أيضاً حيث تلعب إيران دوراً عسكرياً في اليمن على الأقل”.

و ترى د.جوزيفا ايفانكا ” بأنه يمكن تعلم واستخلاص الدروس من الثورة السورية، فالاحتجاجات من هذا القبيل يمكن أن تأخد حياة بطرق لا يتوقعها أحد. مؤكدة أن هناك احتمالاً كبيراً بأن النظام الإيراني سيكون وحشياً في قمعه مثل نظام الأسد، فقد عزا (على خامنئي) الاحتجاجات إلى مؤامرة أجنبية، كما تم القبض على مئات المتظاهرين، كما حذّر رئيس المحكمة الثورية الإيرانية من أن بعض المحتجين سينالون حكماً بالإعدام”.

مضيفة “إن احتمال سفك الكثير من الدماء يرتسم بشكل جلّي، و إذا حدث هذا فإن أثر الدومينو سيترتب على ذلك وقد يخلق حالة متقلّبة أخرى، ووضعاً متوتراً في منطقة مضطربة وخطيرة”.

المصدر بزنس انسايدر - ترجمة حرية برس
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل