“كالصدأ العنيد على الصواري” جديد الشاعر حسن إبراهيم الحسن

فريق التحرير19 أكتوبر 2017آخر تحديث :

عن دار ميم للنشر في الجزائر، صدرت حديثاً المجموعة الشعرية “كالصدأ العنيد على الصواري” للشاعر السوري حسن إبراهيم الحسن.

ولا بد بداية من التنويه إلى أنه لا يمكن اعتبار هذه المجموعة كتاباً مستقلاً كونها المجموعة الثالثة له ما بين العام 2011 والعام 2017، و إحدى أجزاء ثلاثيته (تغريبة النازحين) التي تتناول الثورة والحرب والنزوح في سورية، ويبدو هذا واضحا من خلال إهداءاته التي تصدرت المجموعات الثلاث الأخيرة، أضف إلى ذلك العناوين الفرعية التي تحيل غالبا للتغريبة.

يهدي الشاعر ديوانه الجديد إلى (حلب و أخواتها ؛ مدن الملح) لكنه لا يحيل مدن الملح إلى عبد الرحمن منيف بل إلى قرطاجة التي أحرقها الرومان عام 146 ق.م ثم قاموا برش الملح على أرضها كي لا ينبت عود أخضر بعد ذلك، متخذاً من هذه الحادثة عتبة يلج منها إلى (حلب و أخواتها)

ما يمكن اعتباره مختلفاً في هذا الديوان عما سبقه هو اعتماده على الفكرة و التجريب الإيقاعي في بعض القصائد من خلال محاولة المزج بين تفعيلتين، كأن يتخذ قافية موحدة من تفعيلة مختلفة عن البحر ، أضف إلى ذلك ابتعاد معظم القصائد عن القافية، حتى أن القارئ يخالها نثرا، و هذا ما يمكن اعتباره محاولة للاستفادة من تقنيات النثر في الشعر الموزون.

في مجموعته “كالصدأِ العنيد على الصواري” يتابع الشاعر أسلوبه في التبويب و تقسيم الكتاب إلى فصول أو أبواب و لعلها الخطة التي اعتمدها في مجموعاته الخمس الصادرة، و هذا ما يجعل من هذا الأسلوب جزء لا يتجزأ عن العمل كما لو أنه نص يوازي النص المكتوب، فمثلا في باب (محاولات فاشلة لرسام مبتدئ) قام الشاعر بتقسيمه إلى فصول هي على التوالي: (محاولات أولى، بورتريهات، مزج أول، و صور تذكارية مع بندقية)، وقسّم الشاعر كل فصل من هذه الفصول إلى قصائد، مثلاً قام بتقسيم (مزج أول) إلى: (أبيض، رمادي، أحمر، تشكيل) و هذا ما يجعل العمل يبدو كشجرة تتفرع إلى أغصان و أوراق … إلخ.

أفرد الشاعر باباً كاملاً لرحلة النزوح السوري إلى أوربا و عنونه بـ: (سفر الخروج؛ من بردى إلى الدانوب) ولعلها أشبه باليوميات الشعرية، و لعل الهوامش التي احتوت أسماء المدن تحيل الخاص إلى العام وتشكل خط الرحلة التي مرت بها التغريبة السورية.

من أجواء المجموعة نقرأ:

تولدُ مرَّةً ،

و تموتُ ألفا

.

في زحمةِ الأوطان حلمُكَ – أيُّها السوريُّ –

كسرةُ خبزةٍ ،

و رصيف منفى

.

هذا لأنَّكَ ..

لم يرفَّ لديكَ جفنٌ

حينَ جفنُ الموتِ رفَّا

.

و لأنَّ تهمتكَ الهويَّةُ

– أيها السوري –

تولدُ مرَّةً ،

و تموتُ

أ

ل

ف

ا

حسن إبراهيم الحسن في سطور:

شاعر سوري من مدينة حلب – مواليد العام 1976

نال العشرات من الجوائز الشعرية المحلية والعربية، أبرزها جائزة دبي الثقافية وجائزة الشارقة للإبداع العربي.

صدر للشاعر:

* (المبشرون بالحزن) مجموعة شعرية عن دائرة الثقافة و الإعلام / حكومة الشارقة 2008

* (ها أنتَ وحدي !) مجموعة شعرية عن دار شباب النهرين / دمشق 2010

* (غامض مثل الحياة و واضح كالموت ) مجموعة شعرية عن دار الصدى / دبي 2015

* (خريف الأوسمة ” فصل من تغريبة النازحين”) مجموعة شعرية عن منشورات زين / الخرطوم

* وأخيراً: (كالصدأ العنيد على الصواري) مجموعة شعرية عن دار ميم للنشر في الجزائر 2017

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل