فنّ “الحفر على الخشب” يعود إلى الغوطة الشرقية

فريق التحرير30 سبتمبر 2017آخر تحديث :
الغوطة الشرقية - عبيدة الدوماني - حرية برس
تشتهر الغوطة الشرقية بالمهن والحرف التقليدية ومنها “الحفر على الخشب” – عدسة عبيدة الدوماني

أسفر الحصار الخانق الذي يفرضه نظام الأسد على أهالي الغوطة الشرقية منذ نحو خمس سنوات عن ارتفاع حاد بنسبة البطالة بين الحرفيين والمهنيين، الذين يجدون صعوبات أهمها توفير المواد الأولية وتصريف المنتوجات.

تعود إلى الغوطة مهن وفنون يدوية تقليدية أصبحت نادرة بحكم الظروف المأساوية التي يعيشها الأهالي، إحداها فنّ الحفر على الخشب التي طالما اشتهر بها حرفيّو دمشق.

أبو عمار بات الحرفي الوحيد الذي يمارس الحفر على الخشب في الغوطة الشرقية – عدسة عبيدة الدوماني

عانى “أبو عمار” الكثير بسبب الحصار على مدينته سقبا وهي إحدى مدن الغوطة الشرقية، وقد اضطر لترك مهنته بسبب صعوبة توفير المواد الأولية وتصريف المنتجات، وبطبيعة الحال بسبب سوء الأحوال المعيشية للأهالي وضعف القدرة الشرائية.

يعاود أبو عمار مزاولة مهنته التي يحب بعد انقطاع سنوات، يقول في حديث لـ”حرية برس” أنه يعشق الحفر على الخشب، لدرجة أنه يحلم أنه يزاول المهنة أثناء يومه، يضيف أنه كان يعمل بها قبل الثورة وقد عاد لممارستها على الرغم من أرباحها القليلة في مثل هذه الظروف.

القدرة المادية المحدودة دفعت أبو عمار لافتتاح “بسطة” في أحد شوارع سقبا ليعمل بها، حيث لا يملك القدرة على فتح محل خاص، يقول أبو عمار أن “الحفر على الخشب” فنّ اشتهر به أهالي الغوطة الشرقية، بات أبو عمار اليوم الوحيد الذي يمارسها بعد أن كان المئات يعملون بها.

ارتفع سعر كيلو خشب “الزان” من 23 ألف ل.س إلى 300 ألف ل.س بعد الحصار – عدسة عبيدة الدوماني

يفضّل أبو عمار الحفر على خشب “الزان” وهو من أفضل أنواع الأخشاب في الغوطة، إلا أن هذا النوع من الخشب أصبح من النادر الحصول عليه، حيث ارتفع سعره من 23 ألف ل.س إلى 300 ألف ل.س للكيلو الواحد.

يسعى أبو عمار اليوم لتعليم “الحفر على الخشب” للأطفال، بغرض الحفاظ على المهنة، كما يأمل بأن تنتشر بشكل أوسع في المستقبل وبعد زوال الحصار، أنهى حديثه قائلاً بأن المهنة صعبة وليس من السهل تعلمها، وعاد إلى عمله.

أبو عمار على “بسطته” في أحد شوارع مدينة سقبا بالغوطة الشرقية – عدسة عبيدة الدوماني
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل