سيّدات يتحدين الواقع بإنشاء المجلس النسائي السوري في الجنوب

فريق التحرير14 ديسمبر 2017آخر تحديث :
يعد المجلس الأول من نوعه في الجنوب السوري

لجين المليحان – درعا – حرية برس:

لقد كانت المرأة السورية حاضرة في قلب الحدث منذ بداية الثورة، وأيقونة الحراك الثوري وقدمت تضحيات جلية وكثيرة، فكانت الشهيدة والمعتقلة وأم الشهيد واتصفت بالعديد من المزايا البطولية في ظل الثورة السورية.

سعت المرأة لتكون جنباً إلى جنب مع الرجل في جميع مراحل الثورة لترقى بسورية حرة ديمقراطية تمثّل وضع المرأة السورية الحرة وليس المتطرفة أو التابعة.

كما عملت لبناء مؤسسات تمثلها في المجتمع السوري ونتيجة لذلك فقد شهد الجنوب السوري الشهر الماضي اجتماعاً نتج عنه انطلاق المجلس النسائي في مدينة طفس في ريف درعا الغربي، وذلك بحضور ومشاركة ممثلي وزارة الإدارة المحلية ووزارة المالية ومجلس محافظة درعا الحرة، إضافة إلى نقابة محامي درعا الأحرار وأكثر من 14 جمعية ومنظمة مجتمع مدني وفعاليات مختلفة في درعا، ولقد انطلق المؤتمر التاسيسي للمرة الأولى للمجلس النسائي في الجنوب السوري بتاريخ 7/10/2017.

وبسبب ما آلت إليه الظروف والحالة الراهنة من تهميش دور المرأة الأساسي في بناء المجتمع والارتقاء به إلى الأفضل، والحرص على وحدة الكلمة والقرار والنهوض بدور المرأة الفعال في المجتمع السوري، فقد تم تشكيل (المجلس النسائي في الجنوب السوري) ليشمل جميع المنظمات والجمعيات والتشكيلات التي تُعنى بالمرأة والطفل، وتفعيل دورها في المجتمع كمنتجة، إضافة إلى دورها الفعال والمهم والكبير في الأسرة.

ويعتبر المجلس النسائي مؤسسة إنسانية اجتماعية مدنية صحية وتعليمية وخدمية ذات شخصية اعتبارية مستقلة مالياً وقانونياً، تهتم وترعى شؤون المرأة والطفل في الجنوب السوري، ويعمل المجلس بشكل دائم ومستمر وفق معايير وأسس وأهداف التي وُضعت لأجله، وذلك في كل من محافظتي القنيطرة ودرعا.

وأوضحت السيدة خلود مسؤولة العلاقات العامة في المجلس أهداف المجلس ل “حرية برس”، حيث قالت أن المجلس يسعى لتحقيق برنامج العمل على توظيف إمكانيات المرأة وتنظيمها، ومساهمتها في خدمة مجتمعها ومؤسساته، والعمل على مشاركتها الفعالة في صنع القرار والقدرة على اتخاذه، ويعمل أيضاً على توعية المرأة وتعريفها بحقوقها التي تضمنها الشريعة والقانون، والدفاع عن هذه الحقوق، وتفعيل دورها في بناء المجتمع ومؤسساته، كما إن حماية المرأة والطفل من مظاهر العنف والاضطهاد ومكافحته شرط أساسي في المجلس لخلق جيل بعيد عن العنف الأسري، و نعمل على توفير الدعم النفسي للمرأة والطفل لتجاوز الآثار السلبية التي انعكست عليهم بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تمر بها البلاد والمجتمع وذلك ضمن ورشات ومراكز مختصة بذلك.

وأشارت السيدة “عانة النجلات” رئيسة المجلس بأن الاهتمام و رعاية ذوي الحاجات الخاصة من أهم أهداف المجلس، إضافة إلى تحسين مستواهم النفسي والصحي، والعمل على دمجهم بالمجتمع، ومكافحة مظاهر التمييز والانتقاص منهم. مضيفة أنهم يسعون لتحسين مستوى دخل المرأة والأسر الفقيرة وذلك من خلال إنشاء مشاريع تنموية وتشغيلية تؤمن فرص عمل للنساء، ولا سيما نساء الشهداء والمعتقلين، والعمل على إقامة ندوات تعليمية وتثقيفية تساعد في رفع مستوى المرأة والطفل في جميع المجالات.

ويواجه المجلس صعوبات وتحديات تتمثل بعدم وجود مقر ثابت ورئيسي لاتخاذ القرارات وتنفيذها، بالإضافة إلى قلة الموارد أو انعدامها مما يمنع تأمين مستلزمات المجلس النسائي، فضلاً عن عدم وجود دورات تدريبية للإدارة والكوادر التي يحتاج لها المجلس.

ويتيح المجلس النسائي الانتساب لأي امرأة سورية تؤمن بأهداف المجلس وفق شروط تم الإجماع عليها وأحد هذه الشروط هو أن تتمتع بكامل الأهلية وأن تحمل الجنسية العربية السورية.

ويعد المجلس النسائي في الجنوب الأول من نوعه من حيث الأهداف والمناطق المستهدفة، وخطوة كبيرة في سبيل تمكين المرأة والارتقاء بها وتفعيل دورها الجوهري والأساسي في النهوض بالمجتمع.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل