سمر بدر تكتب: ظلٌ يشبهك

سمر بدر31 ديسمبر 2016آخر تحديث :


* سمر بدر

يا ظلّ كن لي …..

كثيراً ما كانت تقنعني أمي برغيف الجبنة .. لأن معلمة صف الرابع تقرف من رائحة البيض المحبب لديّ
لم يكن أمامي إلا أن أتناول ذاك الرغيف و أتقاسمه مع صديق لي في الصف المجاور لي يحضر رغيفاً آخر من الجبنة
لا أعلم تماما ما الفرق بين الرغيفين لكنني على ثقة أن أمه وأمي كانتا تخبزان في التنور ذاته …
كبرت قليلا و ما زلت أتناول الجبنة و مازالت هي لا تعجبني..
عندما دخلت الجامعة أخبرنا الدكتور في أول محاضرة له أن الأدب الذي تعلمناه لا يعنيه شيئاً وكل ما أخذناه في اثني عشر عاماً مضى لا يعنيه في شيء … و أننا جيل فاشل و لن ينجح في مادته إلا كل طويل عمر ..ثم أنزل حزام بنطاله على بطنه قليلا و قال لنا لنبدأ في الدرس الأول ….
عندما تخرجت من الجامعة أخبروني أنه عليَّ القيام بدورات لغة حتى يتم قبولي في مسابقة المدرسين .. رغم كرهي للغات يومها قمت بدورات و دورات حتى نجحت و توظفت أستاذاً في تلك المدرسة
بعد أعوام قليلة قالوا لي : يجب عليك أن تتزوج من ابنة فلان بمقياس جمال معين وطول معين و وزن معين
وخطبتها يومها و التزمت تماما بالمقاييس
بعد عام قالوا لي : يجب عليك أن تحظى بولد منها رغم أننا غير متفقين في كل شيء إلا بكرهنا للجبنة التي نتناولها يوميا ..
رزقت بطفلين وأخبروني أن اسميهما محمد وعبد الله
وهكذا كان

قالوا لي أن أشتري سيارة نسيت اسمها لكنها سوداء، و اشتريت.. و أخبرني شيخ المسجد أن أحج البيت الحرام و فعلت
و قالوا و قالوا و قالوا ..
حتى اليوم و أنا على فراش الموت كما أسموه مازالوا يقولون .. واليوم حتى فهمت أن الحياة ماهي إلا رغيف جبنة .. وظل لم يكن لي يوما …

التعليقات تعليق واحد

عذراً التعليقات مغلقة

  • احمد شما
    احمد شما 31 ديسمبر 2016 - 3:49

    ما هكذا تورد الابل …. نظرة لنصف الكأس الفارغ .

عاجل