سجين الحرية – قصيدة للشاعر: أمجد عطري

أمجد عطري31 ديسمبر 2017آخر تحديث :
أمجد عطري

سجين الحرية

شعر: أمجد عطري

كان يَعِدُّ الأيام المتبقية لإنهاء خدمته العسكرية الإلزامية بالساعات.

قال لي: مشتاق لرؤية هويَّتي المدنية.

سألته: لم؟ أجاب: حرِّيتي.

بعد أيام أهديته هذه القصيدة بمناسبة تسريحه من الخدمة:

 

أفَرِحتَ لمَّا سلَّموكَ بِطاقةً شخصيةً

بنهاية الجُنديَّةْ

ورأيتَ فيها نَعتَ طيرٍ نادرٍ

ورأيتَ فيها شعلةً رمزيَّةْ

وذكرتَ إذلالَ العساكر

دامعاً متبسِّماً

بشفاهكَ المَرخيَّةْ..؟!

إنَّ التَّذلُّلَ للحبيب كرامةٌ

لكنَّ ظلمَ الأهل شرُّ بَليَّةْ

يا ليتهم تركوا الهويةَ عندهم

وتعادُ بعضُ دمائنا المَنسيِّةْ.

أفرحتَ فيها مثل أيِّ مراهقٍ

بلغَ السما ببطاقةٍ شخصيَّةْ

وشعرتَ أنَّك قد ملكتَ بها غداً

ودفنتَ مُرَّ الأمس في أمنِيَّةْ

أحسستَ حريَّاتِ يومكَ أُرجِعتْ

واستيقظتْ رغباتُكَ العمليَّةْ..؟!

لا يا صديقي لستَ حرَّاً..

إنَّما أنتَ السجينُ بمَهجَع الحريِّةْ

حريَّةُ الإنسان في إحساسه

لا في جوازٍ أو بنيلِ هويَّةْ

حريَّةُ الإنسان في أفكاره

يستنبطُ الموروثَ والأبديَّةْ

أنا لا أشكِّكُ بانتمائكَ أو ولائكَ

لا, ولا أرمي بكَ الوطنيَّةْ

أدري بأنَّكَ لو ملكتَ مشيئةً

لغدوتَ سيفاً يبترُ الهمجيَّةْ

وقطعتَ ألسنةَ الدُّعاة تحرُّراً

وقناعُهم: “تَحيا الديمقراطيَّةْ”

وبقرتَ أصحابَ الكروش على العروش

المثخَنينَ المتخَمينَ بدِيَّةْ..!

اِنسَ الذين تكبَّلوا بسِياطهم،

وإذا أردتَ الدِّفءَ للبشريَّةْ

كنْ أنتَ، لا كسواكَ،

تبقَ كسيِّدٍ

لا تحيَ تَجترُّ الرؤى المَرْويَّةْ

سِرُّ الوجودِ بكَفِّ عَقلٍ خالقٍ

أو خَفقةٍ بشفاهِ عَينٍ حَيَّةْ

حَررْ هواكَ تَرَ المدينةَ مَنزلاً

وتَرَ العيونَ بنظرةٍ أخويَّةْ

أسنانُ مشطٍ كلُّنا في ذا الثرى

أهدافُنا في الدهر تجميليَّةْ

جَمِّلْ معي هذي الحياة ببسمةٍ

أو همسةٍ

أو فكرةٍ ورديَّةْ

حرِّرْ أناكَ

وكُن أنايَ بصبوةٍ

واحلمْ بنومي جهرةً سرِّيَّةْ

حَرِّرْ بكَ الإنسانَ من حيوانهِ

وإذا استطعتَ فحرِّرِ الحريَّةْ.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل