حكومة إقليم كردستان ترحب بمبادرة الرئيس العراقي

فريق التحرير21 ديسمبر 2017آخر تحديث :
دلشاد شهاب مستشار حكومة إقليم كردستان – أرشيف

سامية لاوند – حرية برس:

أكد رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم في بيانِِ رئاسي، يوم الأربعاء، على ضرورة العمل الجاد والفوري لحل مشكلة دفع الرواتب المتأخرة للموظفين والعمال في إقليم كردستان، ومعالجة الصعوبات الحياتية التي يواجهها سكان الإقليم حالياً، داعياً المتظاهرين إلى ضبط النفس والالتزام بالقانون وعدم ٳلحاق الضرر بالمباني الحكومية والمقرات الحزبية.

وأبدى معصوم خلال البيان ترحيبهُ بإعلان الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان عن استعدادهما لبدء حوار فوري لحل المشاكل العالقة بينهما، معرباً عن عزمه مواصلة الاتصالات من أجل تعزيز التفاهم الوطني، وإيجاد الحلول اللازمة للأزمة بين أربيل وبغداد على أساس الدستور وقرارات المحكمة الاتحادية.

وجاء بيان معصوم بعد التظاهرات الاحتجاجية التي شهدها إقليم كردستان خلال اليومين المنصرمين في إطار المطالبة بصرف رواتب الموظفين، والتي تفاقمت الثلاثاء الفائت حيث وقع 8 قتلى ومايقارب 100 جريح نتيجة تفريق المتظاهرين بحسب تصريح مصدرِِ مسؤول لحرية برس.

حكومة الإقليم ترحب

دلشاد شهاب مستشار حكومة إقليم كردستان، أكّد في تصريحٍ خاص لحرية برس، اليوم الخميس، ترحيب حكومة إقليم كردستان بمبادرة الرئيس العراقي داعياً فيه إلى الحوار بين الحكومة المركزية الفيدرالية وحكومة إقليم كردستان؛ وكذلك الطلب من الأمم المتحدة لتشجيع هذا الحوار.

وقال شهاب: نحن كحكومة إقليم كردستان نرحب بهذه المبادرة، ونعتبرها الحل الأمثل أو الحل الوحيد والطريق الوحيد لحل الخلافات بين الحكومة الفيدرالية وحكومة إقليم كردستان.

وكانت حكومة إقليم كردستان قد أصدرت أمس بياناً تدعو فيه المتظاهرين إلى الابتعاد عن العنف والكف عن حرق المباني والمؤسسات الحكومية والخدمية، وتزامناً مع هذا البيان دعا رئيس الوزاء العراقي حيدر العبادي سلطات الإقليم إلى احترام التظاهرات السلمية التي خرجت.

أزمة سياسية

وفي الوقت الذي أصدر الجانبين الكردستاني والعراقي بيانهما داعيين فيه إلى الابتعاد عن العنف، أعلنت كل من حركة التغيير والجماعة الإسلامية الكردستانية ،أمس الأربعاء، الانسحاب من حكومة إقليم كردستان، حسبما ذكر إعلام الجماعة الإسلامية.

وحول خطوة الانسحاب أوضح مستشار حكومة إقليم كردستان لحرية برس أنهما حالتان مختلفتان، لأن “وزراء حركة التغيير منقطعون عن الدوام في الحكومة منذ أكثر من سنتين بسبب الأحداث التي أكدنا عليها مراراً وتكراراً، والتي كانت أحداثاً غير مرغوب فيها وكانت نتيجة أسبابِِ لسنا بصددها الآن، ونحن نحترم أي قرارٍ من أية جهةِِ كانت”. وتابع: “قرروا بأنفسهم أو بإرادتهم المشاركة في الحكومة خلال السنوات الأربع الماضية أو قبلها لتهدئة الأوضاع ولخدمة المواطنين، والآن قبل شهرين أو أكثر لإجراء الانتخابات قررا الانسحاب”، وتابع حديثه: الانسحاب من الحكومة في تصورنا لا يخدم لا المطالب الشعبية لشعب كردستان ولا يخدم العملية السياسية.

في حين أبدى شهاب استغرابه من خطوة الجماعة الإسلامية ووزراءها خصوصاً وزير الزراعة الذي قال إنه حتى اليوم كان موجوداً باجتماع مجلس الوزراء. وأضاف: “استغربنا كثيراً من موقفهم، لا ندري ما السبب وما هي الغاية أو الهدف من إعلان الانسحاب قبل أشهر من الانتخابات”، وتابع حديثه: “إذا كان السبب هو الأوضاع الداخلية للحكومة أو عدم قدرة الحكومة على خدمة المواطنين كما يدّعون فإنه من المفترض للحزب السياسي خلال السنوات السابقة أن يقيّموا الأداء الحكومي، ويتخذوا هذا القرار خلال السنة الأولى أو الثانية وحتى الثالثة، لكن البقاء في الحكومة لمدة أكثر من ثلاث سنوات، والانسحاب قبل أشهر معدودة لانتهاء العمر القانوني لحكومة إقليم كردستان، في الوقت الذي يمر فيه الإقليم بظروف صعبة نعتبره هروباً من المسؤولية، ونعتبره عدم التزام بالوعود التي وعدوها لجماهير كردستان، لأن الناخبين صوتوا لهم لكي يخدموهم لوليس من أجل أن يختاروا بأنفسهم أيّ لحظة يبقون ويستفيدون من بقائهم في الحكومة وأيّ لحظة ينسحبون”.

وقال شهاب :هذا الانسحاب ليس له أي مبرر خدمي، معتبراً أنها مجرد لعبةِِ سياسيةِِ الغرض منها التحايل على أصوات المصوتين وأصوات شعب كردستان. وأضاف: “يتصورون أنهم خلال هذه الأشهر يمكن أن يعطوا إشارة لشعب كردستان بأنهم يمارسون العمل كمعارضة، وفي تصوري أنهم لايحصلون على شئ من هذه اللعبة؛ لأن شعب كردستان شعبٌ واعٍ”.

وبحسب تصور شهاب: “إذا كانت قناعتهم على الحكومة بأنها فاشلة، وليست بالمستوى المطلوب، لمَِ بقوا فيها لمدة أربع سنوات وحتى آخر اللحظات؟، وأساساً العمر القانوني للحكومة انتهى، لو لم تكن الظروف السابقة التي مرت بها الإقليم لكانت الانتخابات أجريت في بداية الشهر المنصرم، ولهذا الموقف نحن نعتبره هروباً من المسؤولية ولايؤثر على أي شيء وحتى لا يؤثر على أصوات ناخبيهم وأصوات الذين يصوتون للجماعة”.

التدخل العسكري

وكان رئيس تحالف الديمقراطية والعدالة برهم صالح، أكد، أمس الأربعاء، إن الحل في كردستان ينبغي أن يتم بالحوار بين القوات الرئيسة في الإقليم، مشدداً على أن الحديث عن استخدام القوة العسكرية من بغداد لحسم المشكلات يعد أمراً مدمراً، وذلك في تغریدە علی حسابه الشخصي في تويتر.

وحول رغبة بغداد باستخدام السلاح لإنهاء الخلافات في إقليم كردستان، أوضح دلشاد شهاب مستشار حكومة الإقليم بأن “الحكومات السابقة منذ زمن الملكية ومنذ زمن تأسيس الدولة العراقية وحتى الآن لم يقصروا في استخدام السلاح لقمع وكسر إرادة الشعب الكردستاني، ولم يحصلوا على شيء منها غير الدمار للعراق، وغير هدر أموال طائلة وأرواح الأبرياء من الشعب العراقي، متسائلاً : نحن نسأل الذين يفكرون باستخدام السلاح وباستخدام القوة لكسر إرادة شعب كردستان لماذا لا يفكرون في مئات السنين أو عشرات السنين، والأنظمة السابقة على ماذا حصلوا خلال استخدام القوة والعنف ضد إقليم كردستان.

وأضاف: نحن نرفض هذا الشكل من التفكير وهذا الشكل من التعامل مع الأحداث، لأن شعب العراق بصورة عامة وشعب كردستان بصورة خاصة عانيا الكثير من العنف ومن استخدام السلاح لحل الأزمات السياسية والداخلية، ولهذا نحن نكرر موقفنا الثابت بأن الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات هو الحل الأمثل والخيار الوحيد الذي يفضله شعب كردستان، ونحن على قناعة بأن هذه التهديدات وهذا التفكير بإستخدام القوة أو باستخدام السلاح لكسر إرادة شعب كردستان لن ينتج أي شيء جديد عدا الدمار وخسارة الأرواح والأموال لدى العراقيين، هم في غنى عن هذه التضحيات غير مجدية التي لا تهدف إلى شئ ولا تحصل غير الدمار وغير الخسارة.

وطالب شهاب “الحكومة الفدرالية والجهات المسؤولة والشخصيات والمناضلين في الأحزاب العراقية بأن يفكروا في مصير التعايش بين الشعبين أو بين شعب واحد في إطار العراق”، وأضاف: “إذا أرادوا أن يبقى العراق موحداً والشعب واحد بعربه وكرده والأديان والقوميات والأطياف الأخرى البقاء على هذه الوحدة لا يمكن الحصول عليه بالقوة، لكن في تصورنا يمكن الحصول عليه من خلال إعطاء شعور المواطنة لدى المواطن الكردي، وهو من خلال إعطاء شعب كردستان حقوقهم الدستورية وحقوقهم القانونية التي نص عليها الدستور العراقي، والذي هو ضمان لوحدة العراق وضمان للتعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي. في تصورنا هو هذا هو الحل الأمثل والحل الوحيد، ونكرر دعوانا لبدء حوار عاجل حسب الدستور العراقي الذي صوت له أكثر من 70% من الشعب العراقي بشكل عام”.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل