الغارديان: الطائرات المسيّرة خطر جديد يثير مخاوف الغرب

فريق التحرير20 يناير 2018آخر تحديث :
طائرة مسيرة لـ”تنظيم الدولة” استخدمها في معاركه بسوريا والعراق ـ أرشيف

دعت صحيفة الغارديان البريطانية، في مقال نشرته، إلى ضرورة أن تتبنّى الحكومات والجيوش آلية جديدة لمواجهة خطر الإرهاب الذي باتت تشكّله الطائرات المسيّرة.

وذكر كاتب المقال، أليس سيمز، أن هذا الخطر زاد بعد أن نجحت الجماعات المسلّحة في التعامل مع هذه الطائرات والتحكّم بها، وشنّها لعدة هجمات تنذر بأن هناك إمكانية كبيرة لاستخدام هذه الطائرات في هجمات إرهابية مستقبلية.

وقال الكاتب: “إن القاعدة الجوية الروسية في سوريا تعرّضت لهجوم بسربٍ من الطائرات المسيّرة، التي يُعتقد أن جماعات مسلّحة تقف وراءها، وهو الأول من نوعه”، مشيراً إلى أنه “بعد أن كان هذا النوع من الطائرات واستخداماته حكراً على الحكومة وجيوشها، فإن الجماعات المسلّحة نجحت في التعامل معه واستخدامه لأغراضها”.

يضيف الكاتب: “لم يكن معروفاً أن جماعة مسلّحة لديها تقنية استخدام الطائرات المسيّرة من دون طيار سوى حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، وهي طائرات يُعتقد أنه تم تزويدهم بها من إيران، إلا أن الحرب في العراق وسوريا، وأيضاً تلك التي تجري في اليمن، أثبتت أن العديد من الجماعات المسلحة الأخرى باتت تمتلك تقنية التعامل والتحكّم بهذا النوع من الطائرات”.

في يناير من العام 2017، كشفت وثائق تابعة لتنظيم “داعش” عثرت عليها القوات العراقية، عن تفاصيل مهمّة لبرنامج شبكة الطائرات من دون طيار، حيث أشارت تلك الوثائق إلى قيام التنظيم باستخدام نماذج تجارية متاحة من هذه الطائرات، وأعاد تشكيلها لتكون قادرة على نقل قنابل صغيرة وذخيرة، وهو ما أكّدته حادثة وقعت في أكتوبر من العام 2016، حيث قامت طائرة بدون طيار بقصف القوات الكردية في شمال العراق، ما أدّى إلى مقتل جنديين.

العديد من الجماعات المسلّحة بدأت تلجأ إلى استخدام هذا النوع من الطائرات، فهي رخيصة الثمن وصغيرة الحجم، ويمكن التحكّم بها عن بعد، فهي وإن كانت غير مدمّرة في حربها ضد الجيوش، فإنها غالباً ما تنجح في تعطيل العمليات العسكرية، كما أنها يمكن أن تُستخدم في مراقبة الأهداف العسكرية، تحضيراً لأي هجوم على تلك الأهداف، فضلاً عن استخدامها في تصوير مقاطع من العمليات العسكرية، كما فعل تنظيم “داعش” في العراق وسوريا.

حالياً تسعى الدول إلى محاولة التوصّل لاتفاق يضع قيوداً على هذا النوع من الطائرات، إلا أن هذه القيود، أياً كانت، لن تتمكّن من مواجهة هذا التطوّر المتسارع في تطوير هذه الطائرات، فهي تقنية حديثة العهد يجري تطويرها وتحديثها باستمرار.

وتشير الصحيفة إلى أن هناك مساعي لتكنولوجيا مضادّة قادرة على التعامل مع هذا النوع من الطائرات، إذ بدأ البنتاغون برنامجاً بكلفة 700 مليون دولار يشرف عليه اثنان من كبار جنرالات الجيش الأمريكي، من أجل وضع تكتيكات وتقنيات لإحباط أي خطر قد تشكّله هذه الطائرات.

ويستخدم الجيش الأمريكي حالياً برنامجاً للتشويش على هذه الطائرات وتعطيلها، بالإضافة إلى استخدام أنواع معيّنة من الأسلحة لإسقاطها، وهو ما فعله الجيش الروسي في الهجوم الأخير الذي استهدف قاعدته في سوريا، إذ أعلن إسقاط 7 طائرات من سرب مكوّن من 13 طائرة مسيّرة.

ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الطائرات من دون طيار الرخيصة تجارياً يجري تطويرها حالياً من أجل أن تكون قادرة على حمل ذخائر أكبر، حيث تسعى الجماعات المسلّحة إلى الاستفادة من هذه التقنية في عملياتها العسكرية، ومن ثم فإن على الدول والجيوش أن تجد آلية حقيقية لحماية ليس المجال العسكري أثناء المواجهات المسلحة فحسب، وإنما أيضاً المجال الجوي المدني، فمن المرجّح أن تلجأ تلك الجماعات إلى محاولة استخدام هذه الطائرات لمهاجمة أهداف مدنيّة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل