إيران توسع نفوذها في سوريا رغم التحذيرات الإسرائيلية

رانيا محمود9 سبتمبر 2017آخر تحديث :
مليشيات شيعية مدعومة من إيران في سوريا

أوضح ممثل موسكو في تل أبيب أنه من المريح رؤية سوريا خالية من القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية، وجاء إعلانه قبل وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامن نتنياهو” إلى منتجع “سوتشي” في البحر الأسود لإجراء مشاورات مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في موسكو.

وقال السفير الروسي “ألكسندر سين” لقناة “وان نيوز” الإسرائيلية: “إننا نوافق على أنه لا يجب وجود قوات أجنبية في سوريا بما فيها الجيش الإيراني، لكن في هذه المرحلة يجب علينا أن ندعم عملية السلام، وحكومة الرئيس الحالية “الأسد”، ومكافحة الإرهاب” .

وإذا اتفق الإسرائيلون والروس على أن تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة هما “الإرهاب” الوحيد في سوريا، فمن الممكن أن تستوعب تل أبيب تأكيد السفير بأن “موسكو” تأخذ دائماً بعين الاعتبار مصالح إسرائيل وأمنها أثناء قيامها بمكافحة الإرهاب في سوريا ومحاولة إحلال السلام في المنطقة.

وبالمحصلة .. فقد تم استنزاف جيش النظام جرّاء إصابات المعركة، وتضاؤل التجنيد، كما أن أراضي الدولة السورية في تناقص في الشمال الشرقي كأحد من أشكال الحكم الكردي، كما أن تدمير البنى الأساسية للبلاد من شأنه أن يترك الأسد مع القليل جداً لتحدي إسرائيل.

وحتى الآن .. تجنب بوتين ونتنياهو الاصطدام المباشر في حين ضربت قواتهما الجوية عدة أهداف، فالإسرائيليون يقصفون حزب الله والميليشيات الشيعية، والروس يستهدفون داعش والمراكز السكنية التي يحتمون بها. ولايزال نتنياهو والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية في حالة اضطراب.

يحتفظ برج المراقبة الروسي في اللاذقية بخط ساخن مع وزارة الدفاع الإسرائيلية ومن المعروف أن القوات الجوية الإسرائيلية قد نفّذت أكثر من 100 غارة جوية استهدفت من خلالها الميليشيات الإيرانية والشيعية، لكن هناك مواقع قريبة جداً من المنشآت الروسية والتي تستهدفها تل أبيب دون إثارة أي أزمة مع موسكو.

وفي ذات الوقت، تقوم إيران ببناء مصانع صواريخ متاخمة لقواعد النظام في طرطوس، وتكثف التنسيق مع حزب الله اللبناني. وتشعر القيادة الإسرائيلية بالقلق من أن دعم طهران ل”محور المقاومة” قوي بقدر ما كان عليه في أي وقت مضى. وأكدت حكومة الأسد التزامها بالتحالف مع طهران والكفاح ضد إسرائيل برغم تجاهل وسائل الإعلام التي تديرها الدولة إلى حد ما قمة بوتين-نتنياهو.

وقالت مستشارة الأسد “بثينة شعبان” في حزيران/ يونيو الماضي أن “سوريا وحلفاؤها روسيا وإيران لايزالون حازمين في دعمهم للحقوق العربية والفلسطينية رغم كل المؤامرات التي نسجها الأمريكيون والإسرائيليون وأنظمة الخليج العربي. وما يحدث في سوريا والعراق والأمة العربية مرتبط بالصراع العربي-الإسرائيلي الذي يسعى لتقسيم العرب وتفريقهم عن حلفائهم في إيران وروسيا”.

ومن شأن تقليص النفوذ الإيراني في سوريا أن يثبت التزام روسيا بهدفها المنشود والمتمثل في تعزيز الأمن الإقليمي وقمع المعارضة الداخلية المتزايدة على دعم الأسد، وخاصة بين الأقلية السنية الموالية له. لكن دمشق كانت ملتفة حول الإيرانيين من قبل الانتفاضة السورية. وكان السوريون مترددين حول خفض العلاقات مع إيران مقابل تعزيز السلام مع إسرائيل، ومن غير المرجح أن يكون الأسد مستعداً أو قادراً على إظهار المخرج الآن.

وقد كشف السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل “دانيال شابيرو” أن الرئيس الأميركي السابق “باراك أوباما” قد بذل جهوداً مبكرة لإشراك نظام الأسد في الحد من وجود إيران في سوريا. و قال “شابيرو” : “لقد استنتجت أن احتمالات التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وسوريا كانت منخفضة جداً، وذلك ليس لأن إسرائيل لم تكن مستعدة لدفع الثمن”.

وقد تضاعف التزام الأسد بالتحالف مع إيران حيث تخلت الإدارة الأمريكية عملياً عن الثوار المعتدلين الذين ينتمون للطائفة السنية، وشاركت مع الروس في ترتيبات التصعيد في جنوب سوريا وهذا الجهد جعل الأردنيين مقربين أكثر من موسكو.

ومع تحرك إدارة ترامب نحو موقف بوتين الثابت للاستقرار حول قضايا تمثل الترتيبات الدستورية والأمنية، فإن الشخصيات السنية المعارضة خائبة الرجاء تنتقد الإسرائيليين لعدم تبنيهم القضية السورية المعارضة للأسد.

وقال “فهد المصري” الناطق السابق باسم الجيش السوري الحر، والذي يقود حالياً  مجموعة في باريس تدعى “جبهة الخلاص الوطني”: “هنالك كيانات مؤثرة في إسرائيل تريد حماية الأسد”.

وفي محاولة لتشكيل السياسة السورية للإدارة القادمة، فقد أصدرت مجموعة “المصري” خارطة طريق مفصلة حول السلام السوري-الإسرائيلي قبل خمسة أيام فقط من تنصيب ترامب وإعلانه الصداقة مع إسرائيل، وضمت الخارطة دعوة لطرد جميع المستشارين العسكريين الإيرانيين وقوات حزب الله وسوريا، وتسوية عادلة لقضية الجولان ترضي كلا الشعبين السوري والإسرائيلي.

لكن “المصري” أضاف: “لقد تم إحباط مبادرتنا من قبل بعض الأطراف داخل إسرائيل ممن ما زالو مهتمين بعدم إحلال السلام وعدم وضع حد للحرب” .

وقال “وائل الحسيني” وهو مدون سوري لبناني: “لم تعد سوريا كسابق عهدها، وإن دمشق يمكنها أن تدافع عن نفسها بشكل متزايد ضد الضربات الجوية الإسرائيلية، وأعتقد أن كلّاً من بوتين و الأسد يوافقان على طرد الإيرانيين وحزب الله في حال تخلت إسرائيل عن الجولان”.

وبغض النظر عن تكرار زيارات نتنياهو لروسيا، إن إسرائيل تواجه نظرة قاتمة على طول حدودها الشمالية. وإن نفوذ إيران وحزب الله في سوريا يتزايد، مما يزيد اعتماد الأسد عليها من أجل البقاء. وإن حديث نتنياهو الصريح عنه لا يمكن أن يخفف من وطأة الواقع والوضع الضعيف الذي تقف عليه إسرائيل في الوقت الراهن منذ بداية الحرب السورية.

  • دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط  – ترجمة: رانيا محمود – حرية برس © 
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل