أنا يوسف.. الصغير على الحرب

فريق التحرير15 سبتمبر 2017آخر تحديث :
بسام الرحال
يوسف – طفل كبر على ويلات الحرب – ريف حمص الشمالي- عدسة بسام الرحال

وقف ينظر إلى الكاميرا التي أراد أن تنقل صورته إلى العالم، كان هادئاً، واثقاً بنفسه، وقد أوقف مضغ اللقمة في فمه، فقد أراد أن يبدو جميلاً مع ابتسامة لم تظهر بالكامل على وجهه.

إنه يوسف.. ذو البشرة السمراء والعيون العسلية والإبتسامة المشرقة، طفل من سكان قرية “كيسين” في ريف حمص الشمالي يبلغ من العمر أحد عشر عاماً، شأنه شأن ملايين الأطفال في سوريا الذين دفعوا ثمن ثورة أبائهم على نظام الأسد المجرم.

تعرضت قريته الوادعة لإجرام طائرات الأسد قبل أن تحيلها طائرات حليفه بوتين إلى ركام، وتتركها أثراً بعد عين، فهدمت معظم منازل القرية الصغيرة بما فيها منزل يوسف، ما اضطره للنزوح الى مدينة “الحولة” حيث يقطن الآن مع اسرته.

يذهب يوسف كل صباح ليشتري الخبز ويطعم أخوته الصغار، فهو الكبير بينهم وقد أوكلت له هذه المهمة، وفي كل مرة يضع يوسف كيس الخبز على رأسه ويخرج رغيفاً ويأكله أثناء عودته للبيت، فرائحة الخبز الساخن تضعف يوسف ولا يستطيع مقاومتها، يرجع إلى بيته منتظراً الفرج وجاهزاً لأي مهمة أخرى توكلها له أمه.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل